أقلامهم

سلطان بن خميّس: النصائح المحبة استهلكت، والأماني بوطن جميل يحمل بين جوارحه جميع فئات الشعب، تبخرت وأصبحت سراب.

همس اليراع 
وطن جميل لا تنعق الغربان في سمائه 
كتب سلطان بن خميّس
  
البراكين وان كانت خامدة لعقود وقرون إلّا انها غير مأمونة الجانب، فمهما كست الازهار الجميلة والنباتات الخضراء اطراف جبال البراكين، وغردت الطيور على حواف فوهاتها مبشرة بيوم بديع .. إلّا ويأتي يوما تنشط فيه البراكين، فتكون تلك الأزهار والنباتات الخضراء غثاء احوى، وتحترق الطيور فتختفي تغريداتها وينتهي التبشير بالأيام البديعة !!
بصراحة، لا أفهم عقليات بعض المسؤولين المعنيين بالأمر الذين صمتوا، وابتسم بعضهم ابتسامة صفراء، وهم يرون البلد يتراجع أمامهم، وحزامه –الشعب- وركنه الركين بدأ يتراخى بعد ان تم افساح المجال لأراذل البشر لتنهش في اللحمة الوطنية !! .. فما بال أقوام يرون ذلك وهم لا يحركون ساكنا ؟! .. اين سرحت العقول ؟! وفي أي رحاب غامضة ربضت ؟! .. فسقط القوم اصبحوا يمرحون ويسرحون في مراعيكم، والمقربون منكم يدربونهم وينعمون عليهم بالعلف ليكونوا واجهة لكم ضد خصومكم !! .. وهذه الواجهة للأسف ستكون المرآة التي من خلالها ستتكون صوركم في عقول الآخرين.
امسكوا غربان الشؤم عنا والتي جاءت من اوكار نتنة لتنعق فوق رؤوس الشعب بقصد اغاظتهم، فلا يضمن احدا الى متى سيستمر كظم الغيظ .. ولا الغربان الخبيثة لكم بدليل أنها سترشدكم على المصائب والويلات وتجنبكم سبل السلام والأمان .. النصائح المحبة استهلكت، والأماني بوطن جميل يحمل بين جوارحه جميع فئات الشعب، تبخرت وأصبحت سرابا .. فمتى ستكون نهضة القلوب، لترمي بأكوام من أكاذيب سراق المال العام وعاشقي المناقصات، التي جثمت على الصدور لسنوات وسنوات ؟! .. القلوب الناصحة تكتب على جبين حامليها الصدق والأمانة ولا يراها إلّا من ذهن ومسح الغبار المتراكم فوق عينيه .. الأهداف نبيلة والمستقبل زاهر ولكن لا تعيها القلوب المغموسة بالشك !! .. ولكن ما عاش مؤمن بالله إلّا والفأل رداؤه .. ولن ننزع الرداء بإذن الله والذي بحوله سبحانه سيكون ملبوس الآخرين، وخيمة يستظل بها وطن جميل.