أقلامهم

عبدالله العنزي: حان الوقت ليسترد الشعب كلمته، ويعلن موقفه، ويغلب بقاءه على اندثاره.

صدى الكلمات 
ساعة الحسم 
كتب د.عبدالله زامل العنزي
  
لقد حانت ساعة الحسم ، حين يسترد الشعب مقدراته ويُجعل الخيار له ، أو ليس قد ارتضينا لعبة الديمقراطية ؟! والديمقراطية هي التي جعلت للشعب سلطاناً .
والشعب هو مصدر السلطات يستجوب ويرفع، يشجب ويستنكر ، يؤيد ويرفض . وما دمنا قد ارتضينا اللعبة الديمقراطية فلا مجال أن يغضب فلان أو يمتنع فلان ، فالكل قد تلطّخ بالديمقراطية وشرب من كأسها ، وذاق حلوها وكثير مرها .
الديمقراطية هي التي أذنت في التطاول على الثوابت ، الديمقراطية هي التي سمحت بالمناداة لكشف الحساب عن كل صغيرة وكبيرة ، الديمقراطية هي التي أطلقت الحريات ، فاختار بعض الناس حرية بلا ضوابط ، وتوقف آخرون يلعنون الحرية التي فتحت علينا أبواب جهنم . الديمقراطية هي التي جعلت من لا يحسن شيئا يتكلم في شؤون الدولة ، ورفعت على الأعناق رويبضات. والديمقراطية هي التي حجبت آراء المنصفين ولوعت المخلصين الصادقين ، وسفّهت أحلام الحكماء والمثقفين ، لأن لعبة الديمقراطية للأكثرية لا للرأي المنصف ، والعقل الناضج ، وتغليب المصلحة على الأهواء ، والتوافق على الصالح العام ، بدل التوافق على ضياع البلاد وتمزيق لحمتها .
لقد حان الوقت ليسترد الشعب كلمته، ويعلن موقفه، ويغلب بقاءه على اندثاره، ويُمكن للصالحين من أبنائه ، الحريصين على رفع رايته وازدهاره، كالجنود المجهولين، ولم يتعرف أحد على هويتهم أو يقرأ عن بطولتهم، وما أبقى ذكرهم إلا الموت، في سبيل غاية أسمى وهدف أعلى ، فبقي في الناس ما أحرزوه ورقدوا في سلام حتى يوم اللقاء