أقلامهم

.. محمد الجدعي متسائلاً: المجلس المقبل هل سيمثل الشعب حقاً؟!

.. المجلس المقبل هل سيمثل الشعب حقاً؟!
محمد الجدعي
جميع الدول تموت.. من عسر الهضم! – (نابليون)
***
نمر في وقت قد يسبب الحيرة للعاقل في هذا البلد، من تعاظم الازمات تلو الازمات، وتسارع وتيرتها بشكل يجعل الجميع.. لا يستطيع ان يتنبأ بأي فصل آخر من فصول مسرحية وطن النهار، المليودرامية! فما بالكم بمن هو خارج حدود الوطن من المتابعين ومن محبي الكويت، فالكل أصبحوا في حيرة من أمرهم.. ولسان حالهم يقول: ماذا يحدث في الكويت؟
بالفعل الوضع محير.. إذ نكاد لا نجد تحليلاً واحداً ومنذ بداية نشوب هذه الازمات يتفق بشكل كامل مع الاحداث التي تلت.. فالرؤية صارت ضبابية، مشوشة، وصرنا نصبح ونمسي على ردات الأفعال.. التي لا يمكن لأحد ان يتنبأ بها.. كائنا من كان..! ولكن الأكيد ان الاوضاع وكما يقال بالعامي «موزينة» ولا تبشر بخير.. بل تنذر بمزيد من الخلافات والاختلافات والتشنج والعناد الذي لا طائل منه سوى مزيد من التنكيل في جسد الوطن واثخان جراحه.. متناسين أو ناسين انه وطن جمع كل اطيافه وحملهم في السراء والضراء طيلة مئات السنين قبل النفط.. وطيلة الخمسين أو الستين سنة الماضية في عهد ثروة النفط وما تبعها من تأسيس للدولة المدنية الحديثة، والمتمثلة بانشاء دستور وطني يحدد حقوق وواجبات كل «فرد» يعيش على أرضه المعطاءة.
اننا نمر يا سادة في مرحلة خطيرة الآن، على الجميع ان يعيها جيداً، ويحدد موقفه في اي اتجاه يسير، فالانتخابات المقبلة ليست سوى انتقاصة كبرى في حق الدستور، لا لشيء الا لانها اسست على مبدأ باطل شرعياً وقانونياً ودستورياً، ومن باب اولى الانتباه الى ان المشاركة سواء بالترشح أو بالانتخاب.. هي قد تعد مفسدة كبرى في فهمنا لمواد الدستور.. وانتكاسة اكبر في تخاذلنا للدفاع عنه وعن اهم مواده.. ولكم ان تدققوا في المادة السادسة من الدستور، التي تنص وتؤكد ان «نظام الحكم في الكويت ديموقراطي، السيادة فيه للامة مصدر السلطات جميعاً، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور»!
وهنا أسأل مؤيدي المشاركة في الانتخابات الحالية: ماذا لو كانت نسبة المشاركة الشعبية في المجلس المقبل دون الرقم المقبول، هل سيسمى بحق مجلساً للأمة ومستمداً شرعيته من غالبية الشعب الكويتي؟! أرجوكم فكروا قليلا بهذا الأمر، وأنا متأكد من أنكم ستصلون الى قناعة أخرى غير قناعتكم الحالية، والله من وراء القصد!
وأخيراً يستحضرني قول المهاتما غاندي، صاحب الثورة السلمية الشهيرة، حين قال: «ما من دولة استطاعت ان تنهض من دون ان تكتوي بنار الألم»!
وأختم بأن يحفظ الله امير الكويت وشعبها من كل مكروه.. وان يقينا واياكم شرور الفتن.. ما ظهر منها وما بطن.