أقلامهم

ناصر الحسيني: من أي اتجاه تأتي الأردن تجدها في وضع أمني لا تحسد عليه، فكيف ترسل قوات ليحفظ أمن غيره !!

صرخة قلم
قوات أردنية
كتب ناصر الحسيني
 
حكاية تواجد القوات الخاصة الاردنية بالكويت، هي حكاية تبكي كل مواطن كويتي شريف، بل تجعله يكفر في السياسة، ومن ينتهج طريقها، لأن من روّج لهذه الاشاعة في مواقع التواصل الاجتماعي يعلمون علم اليقين بأن لا صحة لها على الاطلاق.
اكثر من مرة قلتها، واكررها اليوم، بانني لست محسوبا على اي طرف، ولا اسمح لنفسي ان اكون بوقا، لا لرئيس الوزراء ولا لأي شيخ، أو لأي طرف من الحكومة، او النواب، وذلك احتراما لنفسي، بل اقول الحق اينما وجد، فسبق ان انتقدنا الحكومة مثلما انتقدنا الاغلبية على بعض مواقفها، من هذا المنطلق اقولها وبالصوت العالي (لا صحة على الاطلاق لوجود اي قوات خاصة أردنية) ولو كانت موجودة فعليا، فقسما بالله لن اتردد في ذكرها بهذه الزاوية وفي مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن اتصلت بأكثر من طرف قيادي بوزارة الداخلية وبأفراد وبجهات محايدة، و الكل اجمع على النفي .
وليس هذا الذي يحرق القلب، بل ان ما يحرق القلب، ان هذه الاشاعة بثها صاحب حساب وهمي بتويتر، وبعض الشعب يساعده في ترويجها، وهذا الحساب يقال انه لمعارض سعودي يقيم في لندن، (وعلى فكرة) صاحب هذا الحساب اغلب ما يبثه عن السعودية والامراء والكويت هو (كذب) لان الكثير من المواقف اعلن عنها، واتضح فيما بعد ان لا صحة لها، المهم ان هدف صاحب هذا الحساب هو زعزعة الامن بالخليج، وخصوصا في الكويت والسعودية، فهو من نشر إشاعة وجود قوات خاصة اردنية، ومع الاسف ان بعض المغردين الكويتيين روجوا لهذه الكذبة، مع علم بعضهم بأنها كذب، وساعدوا الجهات الخارجية على ضرب الامن الداخلي الكويتي، فهل من يريد الاصلاح والمحافظ على الدستور يروّج لاشاعات تزعزع امن البلاد والعباد ؟ !
المضحك بالامر، صوروا الاردن وكأنها دولة عظمى، وتحمي الحكومات والدول من الاضطرابات الداخلية، ومع احترامنا للاردن الشقيق، فهو في حقيقة الامر يعيش على المساعدات الخارجية ويفتقر حتى لوجود المياه، لذلك الترويج لاشاعة ان الاردن تبعث بقوات خاصة للكويت لقمع المتظاهرين لا يصدقها الا السخيف، ففي حسبة بسيطة لا تحتاج الى عبقرية، نجد ان الاردن نفسها (متورطة) في الحراك الشعبي لديها بسبب رفعها لأسعار الوقود، (فياليت الأردن تفك نفسها .. حتى تفك غيرها) هذا على الصعيد الداخلي، اما الصعيد الخارجي فالاردن قلقة من الحرب الدائرة لدى جارتها سوريا والانفلات الامني، فبين الحين والآخر القوات السورية تطلق النار على الجيش الاردني على الحدود، فخلاصة الموضوع ان الاردن قلقة على وضعها الخارجي والداخلي، بالاضافة الى هم اللاجئين السوريين، فمن أي اتجاه تأتي الاردن تجدها في وضع امني لا تحسد عليه، فكيف من هو بهذا الوضع يرسل قوات ليحفظ أمن غيره ؟ لذلك حدثوا العاقل بما يعقل، وكفى استخفافا بعقول الشعب الكويتي.