أقلامهم

فيصل الشريفي: لنجاح مشروع المقاطعة تعتمد على الناخب وجديته في تحمل تبعات هكذا قرار.

رؤى وزوايا / برتقالي وأزرق
كتب المقال: أ. د. فيصل الشريفي
بعد أن صدقت توقعاتي في تماسك جبهة المقاطعين من كتلة الـ35 بنسبة 100%، وامتناع التحالف والمنبر عن المشاركة، ورغم المحاولات والضغوط فإن قرارهم بعدم المشاركة جاء كطوق النجاة للكتل الأخرى والمراهنة على تدني نسبة المشاركة في يوم الانتخاب.
الخطوة التالية لنجاح مشروع المقاطعة تعتمد على الناخب وجديته في تحمل تبعات هكذا قرار، فإن كان مبدأ عدم المشاركة مبنياً على فهم نص مراسيم الضرورة، وأنه لا يجوز لسلطة الانفراد به لوحدها، فهو محل تقدير واحترام، أما إن كان فزعة لنائب أو قبيلة أو تيار فسوف يعدل هؤلاء عن رأيهم؛ لأن القضية ليست مبدأ إنما علاقة مصالح لا يمكنهم تحمل تبعاته.
في المقابل هناك من يعول على زيادة نسبة المقترعين اعتماداً على كثرة المرشحين وحضور الأقليات التي كانت تعزف عن التصويت في السنوات السابقة، وهي وجهة نظر صحيحة فرضياً، ولن نعرف واقعيتها إلا في يوم الانتخاب.
من العوامل المهمة التي قد تؤثر سلباً أو إيجاباً في المشاركة في يوم الانتخاب هي نوعية وكاريزما المرشحين، وقدرتهم على جذب وحث أكبر عدد من الناخبين للتصويت, وهنا يأتي دور الإعلام في رسم الصور الذهنية لدى الناخب، إلا أن بعض وسائل الإعلام تعامل مع الحدث باستخفاف ومادة للضحك والترفيه، مستغلاً طيبة بعض المرشحين وبساطتهم، بينما ما زالت تلمّع البعض الآخر من رموز الفساد، وفي المقابل تتجاوز عن مجموعة من أصحاب الفكر المهيئين لدخول مجلس الأمة وتمثيل الناخبين.  
اليوم يواجه المجتمع الكويتي آفة التخوين، وكأن من قرر المقاطعة خائن، ومن سيشارك متآمر، وكثرت الإشاعات بأن المجلس القادم سيكون “لعوير وزوير” متجاوزين حقيقة مبدأ المقاطعة، فالتسويق لتلك الفكرة مردود، والمجالس السابقة منذ أن بدأت الحياة البرلمانية غصت بتلك النوعيات، ومنها المرتشون والراشون والطائفيون ونواب الفرعيات، حتى صار عندنا مجلس خاص “بالقبيضة”.
إحدى كبرى مشكلات الفريق البرتقالي والأزرق، سببها تغريدات غير مسؤولة يطلقها بعض من المرشحين الجدد والنواب السابقين والباحثين عن الشهرة، فإلى هؤلاء نقول: ألم تسمعوا بقانون تجريم خطاب الكراهية؟
تصريح للنائب السابق مبارك الدويلة “الإخوان المسلمين في الكويت ليس لها دخل بمنظمة الإخوان المسلمين في الخارج”، ونؤكد أنه ليس لدينا “جناح عسكري” في الكويت، أتفق مع “بو معاذ”  100% بأن الحركة الدستورية ليس لها جناح عسكري لكن أنه لا يوجد لها امتداد مع أي تنظيم للإخوان المسلمين خارج الكويت، ينافي الحقيقة، فخالد مشعل وكل رموز الإخوان دُعوا بمباركة الحركة الدستورية، فتصريح مثل هذا وعلى الماشي من شخصك الكريم يحتاج إلى أكثر من دليل.
مراسيم القوانين التي أصدرتها الحكومة هذه الأيام تؤكد قدرتها، ولكن يظل السؤال القائم: لماذا لم تنجز أي من تلك القوانين من داخل مجلس الأمة؟ لذا نتمنى على الناطق الرسمي للحكومة تخصيص مؤتمر لشرح أهمية ودوافع تلك المراسيم.
ودمتم سالمين.