أقلامهم

إبراهيم المليفي: مرايات الحكومة غير سحرية ولا تعطي غير الإجابات المنافقة.

رؤى وزوايا / الأغلبية الصامتة: مرآتي يا مرآتي
كتب المقال: إبراهيم المليفي
بعد تكويت قصة “الأميرة سنو وايت والأقزام السبعة” لتصبح قصة “الحكومة والسبع مرايات”، يمكن سرد القصة بصورة مختلفة مع التأكيد أن مرايات الحكومة غير سحرية ولا تعطي غير الإجابات المنافقة.
تقف الحكومة أمام المرآة الأولى وتسألها، مرآتي يا مرآتي هل توجد حكومة في العالم أحسن مني؟ تجيب المرآة: “ومين الجنط اللي قال غير هذا الكلام”؟ أنتِ أحسن حكومة في العالم، العدل هو اسمك الأوسط، والحزم عنوانك الدائم، وتطبيق “الحوافير” من صفاتك، أنت المبادرة في الإصلاح، وأنت السباقة للكفاح، “نشنشتي الشباب وشددت من أزر الشياب”.
تنتقل الحكومة إلى المرآة الثانية وتسألها، مرآتي يا مرآتي: “هل صحيح أن أغلبية الشعب مقاطعني ومقاطع الانتخابات”؟ تجيب المرآة: ما هم سوى شرذمة صغيرة “شوية إخوان على سلف على ليبراليين على كم قبيلة ومستقلين”، أنت معك سبع قنوات صداحة ومئة ديوانية مداحة وسلسلة من الصحف “الرداحة”، معك الدولة وما عليها وأموال الشعب ومن عليها، معك “المطاعة” وفوقها مشايخ الطاعة، معك الجيش و”خياش العيش”، معك “المثقفين والمتيسين” ومعك “الفشارين والطبالين”.
المرآة الثالثة أصابتها الغيرة وتريد المشاركة، سألتها الحكومة: يصفونني بأني عاجزة وضعيفة فما الرد؟ وهل هناك في تاريخ البشر من هو أقوى وأصلب عودا منك؟ “حميتي الحي ودافعتي عن الحريم”، وإذا نادى المنادي جلجل صوتك كجيش هولاكو، وهدد الأعداء بالبيان التالي: “فأي أرض تؤويكم؟ وأي طريق تنجيكم؟ وأي بلاد تحميكم؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع… فمن طلب حربنا ندم، ومن قصد أماننا سلم”.
مرآتي يا مرآتي، الحكومة تسأل المرآة الرابعة: عصر النهضة هل هو حلم صعب المنال؟ الجواب بكل نفاق وخضوع: لمَ العناء؟ نحن نرفل بعهد النهضة، ونرفس الرخاء كل لحظة، تجار الغنم يشتكون من رخص دوابهم، والشعب “ياكل” ثلاث وجبات ويحلي “بقطايف”، المطار يعج بالمغادرين والكل عنده موبايل وسيارة وطلب إسكان و”كرت” أعصاب، نحن في جنة عدن فلمَ النهضة ونحن فيها؟
وصلت الحكومة إلى المرآة الخامسة، وهي سليطة اللسان واضحة البيان، سألتها الحكومة يتهمونني بالرشوة؟ وردت: “أحبتتِ الناس فأحبوك واقتربتِ منهم فأكرموك فمن ذاك “الخرندعي” الأكتع الذي اتهمك بذلك؟”.
المرآة السادسة أرسلتها الحكومة إلى قسم الصيانة بعد أن أصابها خلل التكرار، وعلقت على هوسة “إلك هيبة يا فرخ البط… إلك هيبة…”.
أخيراً وصلت الحكومة إلى المرآة السابعة، وكررت عليها نفس السؤال الأول، مرآتي يا مرآتي هل توجد حكومة في العالم أحسن مني؟ قبل أن تجيب قفز الكاتب الكبير والمرشح العظيم ليقف بين الحكومة ومرآتها، وقال نيابة عنها: “هذوله غوغائيييييين” أنت الأحسن بلا شك.