أقلامهم

سلطان بن خميّس: السيطرة القديمة وسياسة “الريموت كنترول” قد عادت وبقوة وتحت اسم الديمقراطية.

همس اليراع
ديمقراطيتنا مزيفة..!!
كتب سلطان بن خميّس
 
كان في السابق عندنا صحف قليلة، وكانت تمثل الكويت سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، إلا إن هذه الصحف كانت على عكس ذلك، فهي في الغالب تمثل عوائل تجارية وبعض أفراد الأسرة الحاكمة ..  فكانت بعض هذه الصحف  تحارب من خلال محرريها وكتابها، أي وزير أو عضو مجلس أمة أو مسؤول سواء أكان كبيرا أم صغيرا يكون ضد توجه  ملاك هذه الصحف .. وللأسف نحن كمواطنين كانت هذه الصحف بالنسبة لنا هي الشاشة التي من خلالها كنا نطلع على الأوضاع في الكويت ولكن بجهاز تحكم “ريموت كنترول” بأيدي هؤلاء الملاك في ظل ركود أو تغييب قسري للجهاز الإعلامي الرسمي للدولة -التلفزيون-.
وبعد هذا السبات الطويل فتحت التراخيص على مصراعيها أو نصف مصراعيها! للصحف التي ولدت الواحدة تلو الأخرى تحت شعارات، الكلمة الحرة، نحن نجرؤ على القول، وصوت من لا صوت له، ومنبر كل كويتي يريد أن يقول رأيه بصوت مسموع، وغيرها من «مهايط» وشعارات خرقاء للقائمين على بعض هذه الصحف الجديدة تحت اسم الديمقراطية والتي لا تختلف عن ديمقراطية الصحف القديمة،  بل إن بعض ملاك الصحف القديمة والمتنفذين وضعوا مقابض أيديهم على رقاب القائمين على بعض هذه الصحف الجديدة حتى إنها بدت واضحة رؤية أصابع الأيدي وهي تشد بقوة على خناقهم حتى أصبح منظر الكفوف على الأعناق مألوف لدينا «كربطة العنق».
فإن كانت ديمقراطية «عين الرضا عـن كـل عيـب كليلـة *** ولكن عين السخط تبدي المساوئا» هي المنشودة من المتنفذين ومن بعض المتسلقين على أكتاف الكويت الذين أزعجونا بطائفيتهم وعنصريتهم وتملقهم لمن يدفع أكثر، فهي مرفوضة جملة وتفصيلا .. وإن كنتم يا شعب الكويت ترون نفع هذه الديمقراطية، فاعلموا جيدا بأن قليلها كان نافعا وأما كثيرها فقد كان ضارا بالكويت من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدليل على كلامي ما نحن فيه حاليا من مآس وفتن وتخبط سياسي واجتماعي واقتصادي .. فأعلموا يا أهل الكويت بأن السيطرة القديمة وسياسة “الريموت كنترول” قد عادت وبقوة وتحت اسم الديمقراطية.. وقد ربطت هذه القوى المتنفذة بعض الصحف الجديدة والقائمين عليها برباط اسمه الديمقراطية ومن خلال هذا الرباط يوجهونهم .. وحاليا لم يتبقٍ لنا إلا جريدة  «عالم اليوم» التي تتعرض حاليا لضغوطات عنيفة، وجريدتي «سبر» و «الان» زائد قناة اليوم الفضائية المتنفس الوحيد لنا اعلاميا وبالأخص برنامج الوشيحي مؤرق المفسدين «توك شوك»، فمن خلالهم نستطيع البوح بما يتحشرج في صدورنا وتقذفه ألسنتنا وتكتبه أيدينا، ونتمنى ألا تصل أيدي هذه القوى المتنفذة إليها فتجعلها في رباط الديمقراطية المزيفة.
 
نقطة مهمة
 
لإبراء الذمة .. اقول للشعب الحبيب، لا عزاء لنا إلا بتطبيق شرع الله، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقرارات شجاعة كقرار أبي بكر الصديق رضي الله عنه في حربه مع من منعوا الزكاة، ومحاسبة عادلة للمسؤولين كمحاسبة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعلية القوم ودهمائهم على أي جرم سواء أكان عظيما أم بسيطا.. فهنا ستكون الكويت رائدة في جميع المجالات  .. لأن العدل هو الأساس التي تقوم عليه الدول العظيمة، وأما هذه الديمقراطية التي فصّلت على مقاس فئات محددة من الشعب ومن خلالها يتحكمون في البلد وأهله، فلا خير يرجى وراءها.