أقلامهم

ذعار الرشيدي: «الناشط السياسي» في الغالب لقب مجاني، البعض اتخذه كوجاهة.

مدينة «بطيخ» الناشطين
ذعار الرشيدي
أسهل لقب يمكن الحصول عليه في الكويت ومنذ سنوات هو لقب «ناشط سياسي»، الأمر لا يكلفك شيئا، والطرق المؤدية لـ «مدينة الناشطين» كثيرة ومتعددة، منها على سبيل المثال لا الحصر «قطة الوجه»، بمعنى «احضر بغير دعوة» إلى أي تجمع سياسي والتقط لك صورة مع نجوم التجمع من النواب المعارضين وضعها في «تويتر» او في «الانستغرام» وابدأ التغريد في «تويتر» بما يتناسب مع توجه الشخص الذي صورت معه، ولا بأس من شتم الحكومة وطرح آراء سياسية بين الحين والآخر، بل في كل حين إن استطعت، حتى لو لم تكن تفهم في السياسة الا بقدر ما تفهم جدك بتحضير طبق «البينك بيري».
وحتى تتلبس الدور بشكل سليم اشتم كل من يعارض معارضك المحبوب، والأهم ارفع سقف تغريداتك حتى تصل إلى درجة الشتم المجرمة قانونا.
طريق آخر يمكن أن يؤدي إلى مدينة الناشطين، أن تنضم لأي تجمع سياسي حتى ولو كان من مواليد أمس، وتعلن نفسك عضوا فيه، وتبدأ بعدها بإزعاج محرري الصحف بنشر تصريحات «دايخة» لك حول أي قضية مثارة، ولا بأس من ان تجد لك واسطة في صحيفة أو صحيفتين ليتم تمرير تصريحك بصورتك وأسميك يسبقه لقب ناشط سياسي.
طريق آخر أكثر سهولة افتح ديوانيتك واجمع أصدقاءك وقم باستضافة ندوة أو ندوتين لعدد من النواب، واستثمر الندوتين لتظهر صورك في الصحف، وبعدها تصبح مواطنا أصليا في مدينة الناشطين.
أو اجمع لك 5 أو 7 أشخاص واقنعهم بتشكيل تكتل سياسي ما واجعل اسمه مختصرا من 3 أو 4 أحرف، والأمر لن يكلفك سوى جهاز فاكس لترسل الى الصحف بيانات تكتلك السياسي كلما طرأ شيء جديد.
«الناشط السياسي» وكما نرى في الغالب لقب مجاني، البعض اتخذه كوجاهة والبعض اتخذه كوسيلة للوصول إلى بعض الدوائر القريبة من دائرة القرار، والبعض استخدمه كوسيلة للحصول على المال السياسي المتناثر على أرصفة مشهدنا السياسي منذ سنوات، طبعا ولا شك هناك ناشطون سياسيون حقيقيون وشباب ترفع لهم قبعات الاحترام ولكنهم ضاعوا وضاعت جهودهم وسط ماراثونات المتسابقين للحصول على هذا اللقب بشكل مجاني.
توضيح الواضح:
الناشطون السياسيون لدينا اليوم أكثر من «البطيخ» في الصيف، وأفكار بعضهم أرخص من كرتون الخيار هاليومين.
توضيح الأوضح:
مساعد المدير العام لشؤون قطاع التطوير والمعلومات ببلدية الكويت م.أحمد المنفوحي يعتبر واحداً من القياديين الذين يعملون بجهد واضح بعيدا عن الضوء، ووجوده غير كثيرا من وجه قطاع التطوير في البلدية ومنحه بعدا آخر من التوسع، أمثال هؤلاء القياديين يستحقون الإشادة، وشخصيا لا أعرفه ولم ألتق به يوما، ولكن عمله يتحدث عنه، وهذه ميزة أن تكون قياديا وتعمل بعيدا عن الضوء وتنتج مثل المنفوحي، على عكس من يصرحون وهم لا يفعلون ربع ما يصرحون به.