أقلامهم

ذعار الرشيدي: المقاطعة بحد ذاتها وسيلة ديموقراطية سلمية راقية للتعبير عن الرفض.

ذاكرة.. سوق الشياطين
ذعار الرشيدي 
توطئة: ليس عيبا ان تكون طيبا، ولكن العيب هو ان تصر على ارتداء طيبتك في سوق الشياطين.
***
السياسة سوق الممكن، وليست مجرد فن الممكن، فما هو جائز امس في نظر الساسة قد يصبح في نظرهم حراما اليوم، ويعودون حلالا زلالا غدا، ومن الخطأ ان نقول ان النائب فلانا كان موافقا لمراسيم الضرورة بالأمس، واليوم يرفضها، وذلك لسبب وجيه، فمعطيات 1981 السياسية تختلف تماما عن المعطيات السياسية عام 2012، والسياسي أيا كان عندما وافق على تعديل قانون الانتخاب عام 1981 ليس هو السياسي نفسه عام 2012، المتغيرات تشمل كل شيء في السياسة، المبادئ، والمعطيات الآتية، والظروف، فما هو مقبول بالأمس، لا يمكن ان يكون مقبولا اليوم.
***
نعم، يفترض ان تكون المبادئ ثابتة، ولكن السياسة لا تقوم أبدا على المبادئ، بل تقوم على المصالح، فحليف الأمس عدو اليوم شقيق الغد، وإلا من كان يتخيل منكم في العام 1991 اننا في العام 2012 سنستضيف وفدا عراقيا رفيع المستوى؟! وهذا كمثال بسيط جدا، حول كيف ان المتغيرات وتغيير أرضية المصالح قد تغير من المشهد السياسي كاملا، بل وتغير من رأي الجمهور.
***
كلما وجدت تغيرا سياسيا ما في موقف أحد السياسيين، سافر الى داخل ذاكرتك، واقرأ التاريخ كاملا، فستجد اجابة شافية حول سبب تغير مواقف السياسة، وليس بالضرورة ان يكون التغيير خطأ.
***
الانتخابات في الكويت حرة، بمعنى أدق، أنت حر ان تذهب يوم 1 ديسمبر لتدلي بصوتك أو لا تذهب، «ما أحد له شيء عندك».
***
المقاطعة بحد ذاتها وسيلة ديموقراطية سلمية راقية للتعبير عن الرفض، المشاركة أيضا وسيلة ديموقراطية هي الأخرى، ولا يجوز الطعن في نوايا الآخرين.
***
وجدت ان برامج أغلب المرشحين تنصب على بند رئيسي وهو دفاعهم المستميت عن سبب مشاركتهم، فتحولوا من مرشحين الى محامين عن السلطة وهذا خطأ، أنتم مرشحون لعموم الأمة، المقاطعة قبل المشاركة، لذا اعرضوا برامجكم الانتخابية كما هي، فمما ظهر ان برامج أغلب المرشحين اما تبرير أو هجوم على أغلبية المجلس المبطل، وهذا أعزائي يجعلكم حكوميين بامتياز حتى قبل ان تدخلوا المجلس.
***
قال أحد المرشحين ان «حدس» و«الشعبي» و«السلفي» و«نهج» و«المنبر» و«التحالف» وأعضاء الحراك الشبابي لا يمثلون سوى 4% من عموم الشعب الكويتي، وان 96% من الشعب مع المشاركة، وهذا رسميا يثبت انه كان يرسب في مادة الرياضيات والأهم انه يثبت انه يتحدث من خارج الذاكرة الكويتية.
***
مرشح آخر يقول: هل سيرفض الشعب الكويتي الزيادات التي سيقرها المجلس القادم؟ ويجيب: حتما لا، بكيفه ابن الحلال يسأل ويجاوب، ولكنني سأجيب واقعيا، سيدي الكريم الشعب رفض الزيادات حتى قبل ان تفكر فيها الحكومة، واضح.