أقلامهم

تركي العازمي: المرسوم 5+1 جزء من الخلاف، إنما الأزمة أخلاقية صرفة.

وجع الحروف / الأزمة الشبابية والكراهية!
د. تركي العازمي
السر عندما يتجاوز اثنين سرعان ما ينتشر، والحديث السري قد يكون من باب المصارحة وعندما ينتقل إلى خارج محيطه فإنه يتعرض إلى حالة تجميلية جراحها أضاف لها «البهارات» التي تتماشى مع هوى نفسه!
إن جذور الأزمة ملتصقة بالكبار، فهم يختلفون في ما بينهم، وهذا لا يحب ذاك وذاك لا يرغب الخير للآخر، ولهذا تجدهم يتبادلون الاتهامات، والشباب إما مع وإما ضد، وهكذا الحال إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه من تيه اجتماعي ولد حالة من الكراهية بين بعض فئات المجتمع!
مرشح يضع إعلانا مخالفا لقانون أقر في 2008 وعلى لوحات إعلانية لم تستطع البلدية رفعها، وقيل ما قيل عن المرشحين «المزدوجين»، وانتهى بمنع سفر النائب السابق مسلم البراك مرورا بمحاكمة النواب السابقين، ولهذا تحولت من أزمة كبار أشغلتهم الصراعات الجانبية إلى أزمة شبابية تحوم حول الكراهية التي غرستها فتنة أحرقت ما تبقى لدى الكبار!
يقولون بأن الحركات الشبابية أطلقت مباردة لنزع فتيل الأزمة القائمة، فأي أزمة: هل الأزمة بين الكبار، بين أصحاب النفوذ، بين تغريدات المغردين، بين عبارات المرشحين والنواب السابقين، بين الكتاب، بين العلماء؟… إنها أزمة أخلاقية من الطراز الأول!
لقد بلغنا مرحلة في غاية الحرج… فالقضايا التي يتم رفعها في ازدياد، والأنفس سقف مطالبها لم يعد ماليا كما يظن البعض، إنهم يبحثون عن كرامة أهدرها البعض، إنها أزمة الجهل بالمعطيات وقراءة خاطئة لأحداث التاريخ، فبعد لقاءات تتم في الدواوين وحوار ينقل من مجالس مغلقة صار الأمر في ساحة الإرادة وبشكل علني يقوده الشباب ويتفرج عليه الكبار!
والشباب تنقصهم الخبرة وتحركهم مشاعرهم، وهم كي نكون منصفين غير ملامين.. فالشق عود… الشق عود!
إذا كان الكبار ينظرون لمن هم حولهم من البعض غير الملم في قضايا الشباب خصوصا في حقبة زمنية تركت لنا مجال تناقل الأخبار والتعليقات الصالح منها والطالح متاح عبر المواقع الإلكترونية وتتناقله أجهزة نقالة تعمل على مدار الساعة… فالتويتر على سبيل المثال لا يتوقف ويعرض لك كل شيء مسجل بالصوت والصورة!
لقد ذكرت ونبهت بعض الأخوة إلى خطورة ترك القيادة للشباب في هذا الوقت تحديدا، فالواجب أن يأتي لنا كبار يكسرون الحاجز بينهم وبين فئة الشباب… كبار نطالبهم بمتابعة ما ينشر في الصحف والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ولو لمدة يوم واحد كي يعرفوا أن الحق يراد له أن يتبع!
إنها حالة فريدة تمر بها الكويت.. حالة يواجهها الشباب بعد أن غاب الكبار وبالتالي قلة الخبرة والحماس لدى البعض أوصلهم إلى الحجز!
هل هي أزمة مرسوم؟… لا طبعا، فالمرسوم 5+1 جزء من الخلاف، إنها أزمة أخلاقية صرفة والصراع الحالي بحاجة لمعالجة فورية كي لا يستمر الفساد الأخلاقي في التغلغل في جسد المجتمع الكويتي… عالجوا مشاكل الشباب من خلال حكمة الكبار، وليكرمنا غيرهم بصمتهم ولو لمرة واحدة كي تعود الكويت كما كانت… والله المستعان!