أقلامهم

وليد الرجيب: دعم الشعب الكويتي للقضية الفلسطينية ليس جديداً فقد بدأ منذ العام 1936م.

أصبوحة / لا استثناء في القتل الإسرائيلي
وليد الرجيب
عندما تتعرض غزة الى قصف اسرائيلي، هذا يعني أن فلسطين تتعرض لهجوم وحشي وليس غزة وحدها، وعندما يقتل الاسرائيليون أبناء الشعب الفلسطيني، هم لا يستهدفون حماس وحدها بل كل الفلسطينيين، وعندما تطلق المقاومة الفلسطينية صواريخ على اسرائيل، هذا لا يعني أنها صواريخ حماس فقط، بل جميع الفصائل الفلسطينية المقاومة تشترك في الدفاع عن وطنها وشعبها.
بعضنا ومنذ فترة ليست بالقصيرة بدأ يحصر المقاومة الفلسطينية بحركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي ويتجاهل بل يهاجم بقية الفصائل على اعتبار أنها علمانية، ولم تعترف حتى الآن بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ولم يكن هناك اهتمام من جماعات الاسلام السياسي بفلسطين والشعب الفلسطيني قبل تأسيس حركة حماس والجهاد الاسلامي.
وأتذكر أنه في عام 1979 – 1980 عندما بدأ مشروع التجنيد الالزامي طلب منا التبرع بالدم بشكل جماعي، وكان من يتبرع بدمه لبنك الدم يعطى عشرة دنانير، فبدأت أقنع الشباب الذين استدعوا للتجنيد بالتبرع للقضية الفلسطينية، وبالفعل جمعنا مبلغاً لا بأس به من مكافآت بنك الدم، وفوجئت بأحد الشباب الاسلاميين يلومني على جمع المال للتبرع لفلسطين، وحاول أن يقنعني بأن أعطيه ما جمعته اضافة الى ما جمعه هو ليرسلها الى أفغانستان ومقاومة طالبان للسوفيات، فسألته: ولماذا ليس للشعب الفلسطيني؟ فقال بالحرف الواحد: أولاً يجب «الدق على الحديد الحامي أما فلسطين فقضية عفى عليها الزمن وفصائل المقاومة الفلسطينية علمانية تتلقى الدعم من الشيوعيين السوفيات»، وهذا الشاب أصبح له شأن كبير واسم لامع بين جماعته، بينما سلمت ما جمعته لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ان دعم الشعب الكويتي للقضية الفلسطينية ليس جديداً فقد بدأ منذ العام 1936م أي قبل أن تتأسس جمعية الارشاد التي أصبحت جمعية الاصلاح الاجتماعي، وفي ذاك العام قامت السيدة العظيمة شاهة الصقر بخلع أساورها وتبرعت بها للقضية الفلسطينية، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف المساعدات والدعم الكويتي عن فلسطين والشعب الفلسطيني، رغم بعض المواقف التي دعمت الغزو العراقي على الكويت.
ان الاجرام الصهيوني لا يستثني أحداً في غزة أو غير غزة، ولا يستثني طفلاً أو امرأة أو شيخاً مسناً، فبدلاً من رفع الهتافات تحية «لهنية» وحماس والمساهمة في تمزيق الصف الفلسطيني، يجب تشجيع الدعوة للمصالحة بين فصائل المقاومة والتأكيد على وحدة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويجب الدعوة الى حق الفلسطينيين بالعودة واقامة دولتهم الوطنية المستقلة على الأراضي الفلسطينية، ودعم مطالبتهم بالانضمام للأمم المتحدة، وشجب التخاذل العربي وادانة الموقف الغربي والأميركي الداعم للعدوان الاسرائيلي على أخوتنا في فلسطين.