أقلامهم

سلطان بن خميّس: لأول مرة في تاريخ الكويت السياسي تكون الوحدة الوطنية هي الارضية التي يعسكر عليها المفسدون.

همس اليراع
الوحدة الوطنية .. أرضية المفسدين!!
كتب سلطان بن خميّس
 
اصبحت محاولات السلطة التنفيذية في الاستحواذ على جميع السلطات وجعلها سلطة واحدة، أمر واضح، فها هي الان السلطة التنفيذية تحاول السيطرة على السلطة التشريعية، وفرض الحظر على الرقابة وجعل المجلس القادم شبيها بالمجلس الوطني لا يهش ولا ينش .. فهم يريدون مجلسا خانعا تنفيذيا بدلا منه تشريعيا، ليصدق على كل قرارات الجهة التنفيذية وبأيد مكبلة .. لذلك نجدهم قد راهنوا بجميع اوراقهم على مجلس عاجز عن الحركة، ومشلول لا يستطيع الرقابة بل مجلس وكأنه كاميرا مراقبة ولكن موجهة للأسفل باتجاه الكرسي الأخضر فقط، ويبدو انهم نجحوا في ذلك، فالمجلس القادم والساقط شعبيا سيكون على هيئة مسرح يتشقلب فيه نواب من على شاكلة النائب فاقد الأهلية الذي نسى التشريع والرقابة وأصبح ممثلا هزليا في القنوات الفضائية ويلقي النكات على “المسجات” الإخبارية، وعلى شاكلة النائب الاخر الذي لو كان بمقدور الملابس التي عليه الكلام لصاحت منفرة له، والذي زاد “خباله” بعد مزرعة الوفرة، فأخذ يتمنن على الشعب بالتموين المجاني وكم كيس طحين !!
الوضع في البلد اصبح على كف عفريت، فلأول مرة في تاريخ الكويت السياسي تكون الوحدة الوطنية هي الارضية التي يعسكر عليها المفسدون ويبنون عليها حصونهم ويروجون من خلالها خبثهم السياسي .. وللأسف وقع في شباكهم الكثير من السذج العنصريين والطائفيين وبعض الحمقى “الطفايسية” .. مع أن الطريق بيّن وجلي لمن نشد الصدق والاصلاح .. فهناك شعب حر يريد المستقبل الزاهر لبلده وله ولأولاده من بعده تحت ظل النظام الذي يواليه ولا يرى له بديلا .. وهناك في الطرف الآخر حكومات او مقود ان صح التعبير يتحكم فيه بعض الاطراف، كما في السنوات الاخيرة عندما كانت هذه الحكومات او المقود من يد نشيط ليد نشيط، وكانت تقاد وبقوة للاصطدام عمدا بالشعب .. ومع كل هذه المآسي ما زال الشعب صامدا في طلب الاصلاح ولا يخشى خبث -الحكومات- .. فبالله عليكم متى سيقف هذا العبث في امن البلاد وفي مصالح العباد؟.. والى أي مدى سيصل العبث في كيان الدولة؟.. وهل سيكتفي المتفرج قريبا؟.. او ان ما يجري في الكويت هو اشبه بانتحار الحيتان؟ ..