أقلامهم

سامي الخليفة: هناك مصيراً بائسا ينتظرنا جميعا من جراء تخاذلنا وتقاعسنا وإهمالنا لقضية البدون.

«البدون».. اليوم فرصتكم 
د. سامي ناصر خليفة
مع الأهمية الكبيرة التي يوليها سمو الأمير في معالجة قضية المواطنين المحرومين من الهوية «البدون» عبر تأسيسه للجهاز المركزي برئاسة النائب السابق صالح الفضالة، وتحديد مدّة الحل الجذري والنهائي، ومع تفاقم حجم المعاناة الكبيرة التي تعانيها تلك الفئة، أحسب أنه جاء اليوم الذي علينا جميعا أن نقف أمام مسؤولياتنا الإنسانية والأخلاقية والوطنية في رفع الظلم عن تلك الفئة المظلومة.
فما دام الجهاز وعلى لسان رئيسه قد أعلن وجود أكثر من 34 ألف حالة مستوفية لشروط المواطنة وتستحق التجنيس، فلماذا التسويف والمماطلة بالبت في أمر تلك الحالات سريعاً؟! وما دامت الحكومة قد أعلنت أن هناك دفعات جاهزة للتجنيس على طاولة رئيس الوزراء منذ أشهر طويلة، فلماذا كل هذا التسويف والمماطلة والتلكؤ في رفعها إلى سموه لإصدارها بمرسوم؟! أليس في الأمر ما فيه؟! ومن يحاسب الحكومة اليوم ومعها الجهاز المركزي في تقاعسهما الواضح؟!
والأسوأ من الحكومة والجهاز المركزي سلوك تلك المعارضة السياسية التي تغرد شرقاً وغرباً لرفع الظلم عن إخواننا في سوريا وغزة، وتناسوا حجم الظلم الذي يعيشه إخوانهم «البدون» في الكويت! معارضة يعيش رموزها الرفاهية والبذخ والإسراف في وقت تُطحن أسر «البدون» العفيفة والشريفة من الفقر والحرمان طحناً! معارضة يمتلك رموزها القصور الفاخرة والفلل الكبيرة والسيارات الفارهة ولا يعرف بعضهم أين يصرف أمواله من كثرتها، في وقت تحتار أسر «البدون» العفيفة والشريفة في إيجاد قوت يومها، فلا تعرف إن كانت تستطيع أسر كثيرة توفير مقومات العيش الكريم لأبنائها أم لا! إنها مأساة حقيقية ومفارقة تستحق الوقوف أمامها بمسؤولية، وهنا لا نفرق بين سوء سريرة رموز المعارضة في خنوعهم وتقاعسهم عن رموز الموالاة، فالجميع مذنب ومقصّر ولا أستثني أحداً بتاتاً.
لقد طفح بنا الكيل وبتنا نخاف أن يعاقب الله سبحانه وتعالى تلك «القرية» ومن عليها في الدنيا قبل الآخرة، فسنّة التاريخ وعبر الماضي القريب والبعيد، والمنطق القرآني كلها تؤكد أن هناك مصيراً بائسا ينتظرنا جميعا من جراء تخاذلنا وتقاعسنا وإهمالنا لتلك القضية الإنسانية الحقة. فكما نعيش نحن ونتمتع بثروات هذا البلد الكريم، فمن حق تلك الفئة المظلومة أن تعيش وتتمتع كما نحن دون زيادة أو نقصان. إنه منطق العدل الإلهي ولا مفر من العذاب لمن يتجرأ بنكرانه أو بطلانه. لذا كل الشكر لمن وقع رسالة المناشدة لسمو الأمير طالبين إحقاق الحق بتجنيسهم بمرسوم ضرورة، فلا أولوية قصوى أهم من تلك الأولوية، ولا أمل لدينا اليوم بعد الله تعالى في إنهاء سريع لتلك المحنة التي يتعرض إليها إخواننا «البدون» إلا بسمو الأمير.