أقلامهم

ناصر المطيري: لو كنت مليونيرا من بني جلدتنا لعرفت أن ملياراتك يا “بيل غيتس” ستجعل من كلماتك أقوالا مأثورة.

خارج التغطية
مليارات بيل غيتس
ناصر المطيري
عراب الماكروسوفت الذي غيَّر وجه العالم وقلب حياتنا وأدهش أطفالنا الملياردير الأميركي المستر بيل غيتس يقول: «ان امتلاك الملايين ليس أمرا رائعا»، تصريح عجيب وغريب لايمكن أن يؤمن به أي «مليونير عربي أو خليجي» ذاق حلاوة ملايينه بعد رحلة كفاح طويلة وشاقة في ميادين المناقصات و«المصافيط» ومشاريع التنمية، وتجارة الضمائر وبيع الذمم الطازجة، وأكل اللحم الفاسد، والذبح الاسلامي للناس بسكين الغلاء الفاحش. 
لاشك أن بيل غيتس الذي زهد بملياراته وأخذ ينصح مليونيرية العالم بشكل خاص بالتبرع بمخزونهم الاستراتيجي من الملايين لاشك أنه يحتاج الى درس خصوصي من قبل «مليونير عربي محترف» ليعلمه كيف يصبح امتلاك الملايين أمرا رائعا، وتصير بملايينك رجل المرحلة يابيل غيتس.
بالتأكيد أن ذلك المليونير العربي المحترف – طال عمره – سوف يعلّم بيل غيتس أن الملايين ستكون رائعة لو استفاد منها في تحويل الخصوم الى أصدقاء موالين يأتمرون بأمره يصوتون لصالحه ليموت المعارضون له قهرا، وعندها تتعلم يابيل غيتس أن الدولار هو سيد الموقف وأن «لكل شارب مقصاً» كما نقول نحن معشر العرب، وساعتها سوف تعرف أن امتلاك الملايين رائع خلافا لما تعتقد يامستر بيل غيتس!
نعم الملايين رائعة يا مستر بيل غيتس عندما تجعلك مالكا أو ممولا لبعض وسائل الاعلام الفضائية والمقروءة التي لك تردح، وبخصومك تقدح، وباسمك تصدح.
ستعرف يا بيل غيتس قيمة الملايين وكم هي رائعة عكس ما أنت ترى، عندما تحول لك تراب وطنك ذهبا فتشتريه وتبيعه بعد أن تحمله نسافات أتباعك من دراكيل صحراء نيفادا وأريزونا! بالروعة ملايين فخامتك يامستر غيتس.
لو كنت مليونيرا من بني جلدتنا لعرفت أن ملايينك وملياراتك رائعة يابيل غيتس لأنها تجعل من كلماتك أقوالا مأثورة، وتصبح بسببها متصدرا المجالس، مستشارا لأصحاب القرار.