أقلامهم

فالح بن حجري: من الحكمة أن يكون المرشح مشطوبا حتى تنظف سمعته.

سمعة كاو ليانج
فالح بن حجري 
في المحكمة المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ومن الحكمة أن يكون المرشح مشطوبا حتى تنظف سمعته وقرار اللجنة العليا للانتخابات جمع عدل المحاكم مع فضل الحكمة فبرافو فعلا يا لجنة الانتخابات، عن جد برافو.
السمعة تعني الصيت سواء كان حسنا أو سيئا وهي خلاصة ما يكونه المجتمع عن شخص ما من خلال مشاهدته لبرامج لسانه سواء أكانت تقدم على «الهوى» الأخلاقي مباشرة او على «الهراء» اللا أخلاقي مباشرة وبعد المشاهدة تكون السمعة «نومنيه» تنقذه أصوات الجمهور بالضغط على زر «والنعم» او زر «لا رده الله»!
صدق الأولون عندما قالوا: «لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك»، فبعد القرار الأخير فإن «الصوت» الانتخابي لن ينفع من جعل الشتائم شعارا لخطه السياسي ولن ينفعه «الصيت» السيئ، إلا بسقوط رصيده الأخلاقي من أعين الناس وتحطم لأحلامه السياسية تحت عجلات خيانة لسانه.
رغم التهوين من شرط السمعة للترشيح إلا انه يحتل مكانا لا يمكن إنكاره في الديموقراطيات الأخرى، ففي الانتخابات الأميركية مثلا انتشار شائعة بسيطة عن أحد المرشحين تفاصيلها تحرش او كذبة بسيطة مثلا يعتبر أمرا كافيا لتدمير الآمال السياسية لذلك المرشح الى الأبد.
كما ان السياسة نفسها تعتمد على السمعة كسلاح من الطراز الأول يستخدم لطرح الأفكار وتعزيز الثقة والمصداقية وأحيانا تتحول السمعة الى سلاح فعلي يضاهي المدافع والطائرات ويكسب الحروب ومن دون إطلاق طلقة واحدة كما حدث في صين القرن الثالث الميلادي أثناء حروب الممالك الثلاثة حيث كان قائد مملكة تشو العظيم تشو كاو ليانغ يسترخي في مدينة صغيرة بعيدا عن جيشه وبرفقته 100 رجل فقط حين تواردت الأخبار عن اقتراب جيش من المدينة تعداده 150 ألف رجل يقوده عدو ليانج اللدود سيما يي، وأمام الهلع الذي بدا على وجوه رجاله لم يضيع ليانج وقته بل أمرهم بكل هدوء بإنزال الأعلام وفتح أبواب المدينة ثم صعد فوق نقطة واضحة بارزة من سور المدينة مرتديا جلبابا طويلا وأخذ يشعل البخور وينشد بعض الأناشيد التقليدية وعندما اقتراب جيش سيما من أسوار المدينة لمح سيما الرجل الذي كان متربعا فوق السور فقد قاتل ضده لعشرات المرات يعرف تماما انه يستحق سمعته في الدهاء والتخطيط التي جعلت الصينيين يطلقون عليه لقب التنين النائم!
ارتبك سيما يي وأمر رجاله بالتوقف فقد كان الموقف بالنسبة إليه مبهما وأحس ان الأبواب المفتوحة والهدوء فوق الأسوار مجرد خدعة او فخ محكم يجره ليانج اليه وبعد تردد قصير أمر جيشه بالتراجع وهكذا حمت سمعة ليانج فقط المدينة وهزمت 150 ألف جندي بكامل عتادهم… وتقولون شرط السمعة غير مهم بعد!