أقلامهم

محمد المطيري: القضية أصبحت «إما أن أكون أو لا أكون»، ولن يجدي معها حل وسط.

سلمية.. سلمية
محمد هزاع المطيري 
لن نتحدَّث عن مدى ضرورة المرسوم بالصوت الواحد من عدمه. فهو محل خلاف واقع وحالي، لذلك يبدو ان الحال ستبقى معلقةً، على ما هي عليه، وعلى الوتيرة نفسها، إن لم تتزايد أكثر وأكثر، وهي بالفعل في تزايد!
الأهم الآن في نظرنا هو دخول البلاد مرحلة جديدة لم تعهدها من قبل، على هذا الشكل، وهي الانتقال الى مرحلة اللعب على الأرض والمواجهة! مع أننا متأكدون فعلياً ان الغالبية المعارضة وقواعدها الشبابية العاملة، لم ولن تفتعل أسلوب المواجهة، وهو ما تمثل في التحركات السابقة التي كانت جميعها تحت شعار «سلمية.. سلمية». بل وكان زعيم المعارضة الفعلي يعلنها مع كل تصريح وقبل كل تحرك لمسيرات «كرامة وطن»، ضرورة تمتع الشباب والشابات بالصبر وعدم الرد على قوات الأمن، بل وتحمُّل الأذى، إن وقع منهم، لأنهم إخوة لهم في هذا البلد.
والآن، ومع انتخاب مجلس أمة جديد، وبغض النظر عن نوعية نوابه، ومدى قدرتهم على الاستمرار، خصوصا أن نسبة التحالفات ووجود الكتل بداخله تكاد تكون معدومة، نظراً الى النسبة الكبيرة، التي أحدثتها مقاطعة أغلب التيارات والقوى السياسية، فإن المهم على الأرض هو الصورة السياسية المقبلة، التي لا تمكن قراءتها بسهولة، لأن الكثير من أبناء هذا الشعب يعتبر المجلس الحالي غير ممثل له.. وعليه، فهو في نظرهم ساقط شعبياً وميت قبل أن يُولد.
وربما يقول قائل الآن: كيف تحكمون على مجلس جديد منتخب بالفشل وهو لم يبدأ عمله بعد، ولم يحن تقييمه حتى تتضح الصورة؟!
نقول – وبكل يقين – ان الجواب دائماً يتضح من عنوانه. أفلا تكفي مقاطعة كل المكونات السياسية والشعبية وامتناعها عن المشاركة في «العرس الديموقراطي»! لنحكم على نوع المجلس الحالي ومدى تمثيله للشعب كافةً؟!
وعودة الى الموضوع الأساسي – وهو الحراك الشعبي على الأرض – فالقضية أصبحت «إما أن أكون أو لا أكون»، ولن يجدي معها حل وسط يؤجل التحركات التي تقوم بها الغالبية المعارضة وقواعدها الشبابية وقواها المتحالفة معها، وجُلهم – تقريباً – على النمط نفسه، يسيرون ولا انشقاقات تذكر حتى الآن.
لذلك، خوفنا على هذه البلاد لم يأت من فراغ، صحيح ان هنالك اختلافاً لدى بعض المقاطعين بطريقة التحرك وأسلوبه، لكن في النهاية هم في مركب واحد، ويطالبون بمطلب واحد، وهو العودة الى النظام الانتخابي السابق، لان الامة هي مصدر السلطات، وهي التي تقرر مصيرها.
لو نظرنا الى القضية من جانب آخر، فسنجد ان هنالك عاملاً اساسياً وحيوياً، كان سبباً وجيهاً لوقوف الشباب مع المعارضة من كل المكونات، وتلقت الغالبية المعارضة دعماً شعبياً من وراء هذا السبب «الخطيئة»، التي كانت – مع الأسف – برعاية اطراف في السلطة، وهي ضرب شرائح ومكونات كبيرة وأساسية في المجتمع الكويتي من خلال أشخاص تم تصنيعهم وتكوينهم للقيام بهذه المهمات، وتسخير بعض الأجهزة الإعلامية الفاسدة من القنوات الخاصة، التي ظلت تمارس هذا الدور في ضرب هذه الفئات ومن يمثلها من النواب – فقط – لأنهم معارضة! وهو ما كانت له نتائج خطرة، حذرنا منها مراراً وتكراراً على مدى سنوات سابقة، وها هي الأيام تثبت لنا صدق ما كنا وكان غيرنا يحذر منه، فاليوم التفت جموع كبيرة من أبناء الشعب حول الغالبية المعارضة، لأن كثيراً من هذه الجموع عانت من القذف والطعن في ولاءاتها لهذا الوطن، عن طريق ما ذكرته – آنفاً – وهي اليوم تدعم وتعزز دور زعماء المعارضة، لأنها شعرت بالغبن واليأس مما وقع عليها من أساليب تحقير متعمّد وممنهج.
في نهاية المقال، وليس في نهاية المطاف، أستطيع القول إن الدولة وشعبها اليوم أمام تحدٍّ كبير وفريد من نوعه، ونتمنى أن تنتهي الأزمة على ما يشتهي هذا الشعب المخلص، لكن الأخطر والأخطر والأخطر هو القمع الذي يجب تجنبه حتى لايولِّد الصدام الذي سيجعل من الطريق.. ذهاباً – فقط – بلا عودة.. لا سمح الله!