أقلامهم

محمد الجاسم: الكويت تتجه إلى الحكم البوليسي الذي لن يسمح فيه للرأي الآخر بالظهور.. سوف نتحول إلى ديمقراطية شكلية بالكامل.

الميزان
اتحاد المعارضة 
محمد عبدالقادر الجاسم
تحتاج قوى المعارضة اليوم إلى صياغة استراتيجية جديدة تحكم صراعها مع السلطة حول الحكم الدستوري، فمرسوم وانتخابات وحكومة الصوت الواحد أصبح كل ذلك واقعا لن يكون من السهل إسقاطه وفق الآليات التي تدير بها المعارضة صراعها، ولا وفق خطابها الإعلامي الحالي ومحدودية انتشاره، مقارنة بخطاب السلطة التي نجحت في إخضاع كافة وسائل الإعلام، بل ونجحت في تحييد وكالات الأنباء الموجودة في الكويت عبر احتواء المندوبين.
ويجب على المعارضة الانتباه إلى أن خطورة استمرار مجلس الصوت الواحد لا تتجسد في استخدامه لمباركة أعمال الفساد في الدولة فقط، بل الأهم من ذلك أن هذا المجلس سيكون مجرد «معبر شرعي» ستعمل الحكومة على استخدامه لتمرير كافة القوانين المقيدة للحرية، وستعمل أيضا على تمرير تعديلات على قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية بهدف تقليص حقوق المتهمين وإطلاق يد جهات التحقيق والمباحث والشرطة، أي أنها سوف تسعى إلى إهدار كل المكتسبات القانونية التي قررتها القوانين الصادرة خلال الفترة من العام 1963 حتى إسقاط مجلس 2012 بحكم المحكمة الدستورية.
إن الكويت تتجه، ولا ريب في ذلك، إلى الحكم البوليسي الذي لن يسمح فيه للرأي الآخر بالظهور.. سوف نتحول إلى ديمقراطية شكلية بالكامل وعلى نحو يهدر حقوق الأفراد وضمانات العيش الحر الكريم.
وإذا دققنا في واقع المعارضة اليوم فسنجد أنها تتكون من مجموعة من القوى تلتقي حول أمور وتختلف حول أخرى، وليس بينها ما يكفي من التنسيق والترتيب والعمل المشترك، وبالتالي فإنها في وضعها الراهن لن تتمكن من تحقيق أي إنجازات ذات قيمة ما لم تسمُ تلك القوى فوق خلافاتها وتعمل على الاندماج والعمل تحت راية واحدة وقيادة واحدة.