أقلامهم

فهيد البصيري: أكلت بعض القوى الوطنية والدينية المتطرفة الطعم، لتسويق الحل البديل بمجلس الصوت المقطوع.

حديث الأيام / وبَطلَ بعد سنين… العَجَبْ!
د. فهيد البصيري
أغرب من الخيال…القصة وما فيها…البلاد في المزاد… (باع الكحيلهْ بعشا ليلهْ)…ديكتاتورية القانون… عصر البلطجة… عليّ وعلى وطني يا رب… اللعب على القانون، الشعوب ستدوس الحمير…إعلام الفساد… علامك تلتف شيعي وسني… الحقيقة الغائبة… سيناريو واخراج المرحلة المقبلة… بريق المستحيل… (الصراحهْ راحهْ)… في بيتنا شرير. هل انتم مستعدون للطوفان… كم مرة تسلم الجرة.. الخطوط الحمراء خلفنا… الصوت الواحد يخنق الامة. سنموت أغبياء.
الفقرة السابقة لم تكن مقدمة سردية للمقالة، بل هي عناوين بعض المقالات التي كتبتها على مدى السنوات الماضية، وكلها إشارة للوضع الخطير الذي نمر به، وتحذير من الأخطر. ومع ذلك لا فائدة، ولا أدري ما هو المطلوب أكثر من ذلك، وهل المطلوب من الكاتب أن يشق جيبه، ويخرج عاريا في الشارع لكي يتعظ الناس وتعتبر الحكومة.
والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فقد تبددت الحيرة وبانت الحقيقة، وعرف السبب وبطل بعد سنين عجاف… العجب.
والقصة وما فيها هي أن المشاكل التي مرت على الكويت في السنوات السابقة، كقضية استفزاز السنة والشيعة والحضر والبدو، وظهور قنوات السب والشتم، كلها كانت مفتعلة ومقصودة، بل ومدروسة (بهندزه)، ولغرض خلق جواً من الفوضى والتذمر! وصولا إلى تعطيل كل مظاهر الحياة في الكويت وإفشال كل المشاريع المأمولة والحيوية في الدولة.
وللأسف فقد أكلت بعض القوى الوطنية والدينية المتطرفة الطعم، وانجرفت وراء هذا الصراع المفتعل فأصبغت عليه نوعا من الواقعية والصدق!
أما الهدف الأساسي فهو تسويق الحل البديل وهو مجلس الصوت المقطوع، والذي تستطيع الحكومة أن تتحكم في مخرجاته بشكل أكبر حتى من مخرجات مجلس الدوائر الخمسة والعشرين، ومن ثم التحكم في القرار السياسي الذي سيتحكم في القرار الاقتصادي، والأهم من كل ذلك هو إلغاء الدور الرقابي للمجلس ولو إلى حين.
فالهدف من الفوضى المفتعلة التي عشناها في السنوات الماضية ليس سوى السيطرة على مقدرات الدولة ومواردها، وبكل أريحية وطيبة خاطر من مجلس الأمة.
ومشكلة غريزة حب التملك الطفولية أنها لا تؤمن بمفهوم الدولة، وهنا ستكون النتائج كارثية على الجميع حيث ستتحول الأحلام الجميلة إلى كوابيس حقيقية، ومشاريع التنمية ستنقلب إلى شروع في قتل التنمية، والنمو سيتحول إلى عجز، وحل البطالة سينقلب إلى بطلان، ومشكلة الإسكان ستتحول إلى مشكلة سكان، وزحمة اليوم ستصبح بعد سنة رحمة، والتعليم سيصبح مجرد تعاليم، والصحة ستتحول إلى مصحة، ودولة الكويت ستتحول إلى شركة الكويت القابضة.
اللهم إلا إذا كنا نؤمن بالمعجزات، وبأن الحرامي لا يقصد إلا المحافظة على المسروقات! وأن الراشي لا يقصد سوى وجه الله! وأن الناس ملائكة… فقط لو اعطيت لهم الفرصة!