أقلامهم

!! حكيم Merry Christmas

!! حكيم Merry Christmas
بقلم: أحمد الفضلي
كان هنا..لا لا كان هناك، بين ذراعيّ والدته طفلاً في أيامه الأولى يرفضُ ان يُقمط، فيمدُ يداه عاليًا كأول حالة عصيان قادها ضد القيود.
كان هنا..لا لا كان هناك فتى لم يتجاوز سنواته العشر بعد، عندما طلب عشية عيد الميلاد من العم (سانتا كروز) وطناً، قبل أن تسقط أوراق السنون على تلك الأمنية وتدفنها مع النسيان، فالعم (سانتا كروز) ليس لديه صندوق يحوي هديةً بحجم ..وطن.
كان هنا.. لا لا كان هناك، يقف عند ناصية الشارع يلوّح بعلم، يطالبونه بالرحيل.. فيصرخ: “سوف نبقى هنا”، فيرمونه بالقنابل، فنهرب نحن منها ويبقى هو  ليستقبلها بحفاوةٍ بالغة، فكان غازهم كعبقِ وردٍ له، كيف لا وهو الذي يؤمن إن كلما زادت قنابلهم فإنها ستتحول إلى غيمة تمطرُ حرية.
إليك أنت.. يا من تحرضني قضبان زنزانتك كي أكتبُ، ويا من تجذبني حبال صوته لساحة الحرية فأجد نفسي أبحثُ عن وطن به الـ (حكيم) يسجن والـ(ناصر) يعتقل، إليك أنت يا سيد حريتنا ورمز نضالنا الذي عفّرتهُ أيدي المقنعين أرضًا، فنثرت بذور الكرامة بتراب الوطن الذي سقاه قبلك آبائنا بدمائهم.
نقول لهم : “كلنا حكيم”،.  فيضحكون علينا! هم علموا إن هناك حكيمًا واحدًا فقط، نقول لهم : “أفرجوا عنه وإلا..” فيضحكون أيضًا، فكيف لـ”مقمطين” مثلنا فعل شيء غير الكلام، نقول لهم: “سيخرج قريباً..” فيرتعدوا خوفًا ويبحثوا عن تهم (معلبة) له، تبقينا في سباتٍ عميق.
يااا  وارث غاندي، قلُ لي بربك، كيف لي ان أنشعلُ شموع العيد لهذا العام، وأنت هناك في عتمة سجّانك، قل لي بربّك لمى خرست افواه طالبي الحرية لحبسك؟ لمى علّقوا أمنياتهم بوطن أجمل على شجرة (الميلاد)، وانت أول ضحايا (العيد)، فما أنت إلا قمّة تناقضات مجتمع يدعي العدالة ولا يطبقها، ويروّج للحرية ويقمعُ المطالبين بها، ينصرُ المظلومين في الخارج ويشد من أزر الظالمين في الداخل.
حكيم.. وهذا الأسم يكفي لأن يجعل أطفالنا يحلمون، حكيم.. لقد أصبحت اسطورةً لديهم، مثل (بابا نويل)، هم رسموا كل مستقبلهم على نظالك، وهم ناموا سعداء ليلة عيد الميلاد بعد أن أيقنوا لأول مرة في حياتهم إن هناك صندوقًا كبيرًا عندك يتسع لـ…وطن !
@ahmad_xavi