قروض الفقراء… «تودي النار»
بقلم: ذعار الرشيدي
منذ الجلسات الأولى لمجلس الأمة الحالي ومطر اقتراحات إسقاط القروض يتساقط بشكل متتال حتى تكاد تحس بأن هذا المجلس لم يولد إلا لإقرار مراسيم الضرورة ومعالجة القروض فقط لا أكثر ولا أقل، وفي أول اجتماع لوزير المالية مصطفى الشمالي له مع أعضاء اللجنة المالية طلب منهم إمهاله حتى شهر فبراير المقبل لبحث جميع المقترحات التي قدمها الأعضاء حول إعادة جدولة القروض وشراء الفوائد للوصول إلى صيغة نيابية حكومية توافقية حول تلك القضية، رغم أنه أعلن وبشكل واضح قبل أسبوعين أنه لا نية لإسقاط القروض، وهذه لم أفهمها، كيف يعلن شيئا للصحف وفي الاجتماعات المغلقة يعلن شيئا آخر؟، وعامة ربما يكون جزءا من تكتيك حكومي ليس مفترضا لأحد أن يفهمه كعادة كل التكتيكات الحكومية التي لا يفهمها أحد وفي النهاية «تودي البلد في ستين داهية».
كان يمكن للحكومة أن تعفي نفسها من هذه «الدوخة» وتتقدم بمقترحها الخاص بمعالجة قضية القروض بدلا من لف ودوران تصريحات الوزير والنواب في حلقة مفرغة.
المصيبة الأخرى على جانب ما يتعلق بالاستشاريين الاقتصاديين أنهم دائما ما يحذرون من مغبة المغامرة بمعالجة القروض ويعتبرون أنها كارثة على الاقتصاد الوطني، ومعهم كل الحق في جزء من هذا التحذير، ولكن السؤال هنا: لماذا تختفي أصواتهم ولا يعلقون لا بخير ولا بشر عندما يتعلق الموضوع بصرف المليارات على مشاريع لم تولد أصلا؟!، ويبتلعون ألسنتهم عندما يأتي الحديث عن المحافظ المليارية الحكومية التي تتدخل لإنقاذ الشركات الورقية، وللأسف هذا ما يفعله أيضا بعض أعضاء الكتل السياسية التي لا يوجد لها أي حضور سياسي سوى على صفحات الجرائد، فكانوا قد حذروا من الزيادات المالية والكوادر، وحذروا من إسقاط الفوائد، ولكن أيا منهم لم يحذر أو يتطرق للمليارات الطائرة، وكأن أعضاء تلك الكتل «الاسمية» والاستشاريين الاقتصاديين لا ينظرون بعين الخوف إلا لكل ما يذهب إلى جيوب الفقراء، أما ما يذهب إلى المليونيرية فحلال زلال بل ومباح أو قل إنه يرونه أمرا واجبا ويغضون الطرف عنه، أما ما يذهب إلى جيب الفقراء فمكروه محرم و«يودي النار».
توضيح الواضح:
نظرا لظروف خاصة بعملي خلال الأيام الخمسة الماضية تابعت برامج القناة الأولى، وتوصلت إلى نتيجة مفادها، بأنه إما يتم تخصيص التلفزيون أو يتم إغلاقه نهائيا، فلم أجد فيه كمشاهد أي شيء يمكن أن يكون مفيدا أو يحمل جانب الترفيه، ووجدت أن أغلب برامجه «سلق بيض» ولا تصلح حتى لأن تكون مشاريع تخرج طلبة إعلام في السنة النهائية.
أضف تعليق