اعتبر يهود في بولندا وضع تمثال لأدولف هتلر في ساحة أحد معسكرات العزل السابقة المعروفة باسم “الغيتو”، في العاصمة البولندية، وارسو، إهانة لذكرى الضحايا اليهود الذي قضوا في تلك المعسكرات خلال حكم الزعيم النازي الألماني.
ويأتي عرض هذا التمثال في وارسو ضمن فاعلية فنية يهدف منظموها إلى استفزاز عقول الزوار ودفعهم على التفكير والتأمل، خصوصاً أن التمثال الجاثي على ركبتيه معروض بشكل غريب معطياً ظهره للجمهور، ولا يمكن مشاهدته سوى عبر فتحة في جدار خشبي، حسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لشبكة “أن.بي.سي نيوز”.
وصنع الفنان الإيطالي، ماوريتسيو كاتالان، هذا التمثال عام 2001 وتم عرضه بالفعل في الكثير من الفعاليات الفنية طوال تلك المدة، وكان يُعرض في رواق طويل معطياً ظهره للجمهور أيضاً، ما كان يتطلب من الجمهور الذهاب إليه للتعرف على صاحب الوجه خصوصاً أن جسمه لفتى صغير.
وكانت جريدة “نيويورك تايمز” وصفت هذا التمثال بأنه يمثل هتلر في مرحلة الصبي وهو يركع طالبا العفو عن ما فعله.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها أحد أعمال كاتالان، الذي يوصف بأنه فنان ساخر، في إثارة الجدل، إذ سبق وأن حدث الأمر عينه مع تمثال للبابا يوحنا بولس الثاني عرض أيضا في وارسو.
وبالرغم من الغضب اليهودي الكبير، فإن بعض اليهود لا يرون أي إساءة في ذلك الأمر ومن بينهم كبير حاخامات بولندا، الذي استشير بشأن هذا التمثال.
وأوضح الحاخام أن عرض تمثال هتلر في ذلك المكان تحديداً قد يكون مفيداً من ناحية التوعية وتعريف البشرية بما فعله، مؤكداً أنهم سيدركون أن الشر قد يتواجد في فتى صغير يتضرع إلى الله.
يذكر أنه قبل الحرب العالمية الثانية كانت تضم وارسو أكبر تجمع لليهود في أوروبا، والثاني عالميا بعد نيويورك، حسب موسوعة الهولوكوست التي أكدت أيضا أن أكثر من 300 ألف يهودي لقوا مصرعهم في معسكرات “الغيتو” أثناء الحرب العالمية الثانية.
أضف تعليق