خواطر قلم / الإسلامو فوبيا
محمد العوضي
يُعتبر الفيلم التسجيلي هو (الكرت) الرابح في ميدان التعريف بالثقافات والافكار المختلفة حتى وصل الأمر الى انشاء قنوات خاصة لاتذيع الا الافلام التسجيلية مثل قناة التاريخ (هيستوري تشانل) و(ناشيونال جيوجرافيك) بل وصل الأمر بمؤسسات اخبارية عريقة مثل البي بي سي ان انشأت قناة للأفلام التسجيلية وكذلك قناة الجزيرة التسجيلية.
ولكن هل المسلمون في استخدام هذا (الكرت) في الدفاع عن الاسلام في مواجهة موجات الكراهية المتنامية والتيار اليميني المتطرف في اوروبا واميركا والذي قام بتشويه الاسلام بالسلاح نفسه فأنتج العديد من الافلام التسجيلية المسيئة للاسلام واهمها فيلم (الهوس) الذي انتجته مؤسسة (كلاريون فاند) الاوروبية المرتبطة بمنظمة (أيش هالتوارة) الاسرائيلية والتي وزعت منه (28) مليون نسخة مجاناً لقارئ الصحف الاميركية في سبع ولايات اميركية مؤثرة في الانتخابات الرئاسية وتسمى (سبونج)، الفيلم كله يدور حول تصوير المسلمين في صورة وحشية وكأنهم متعطشون للدماء والحرب والقتل ويعادون كل من هو غير مسلم، الحملة تكلفت اكثر من (55) مليون دولار اميركي انفقت كلها في يوم واحد لأن الاسلام – في نظرهم – دين يستحق الهجوم عليه، فهل هو عند المسلمين دين يستحق الدفاع عنه!
للاسف الشديد فإن عدد الافلام التسجيلية الجيدة التي انتجت لتصحيح صورة الاسلام ونبيه وكتابه لاتكاد تحصى على اصابع اليد الواحدة ومن هذه الافلام سلسلة (الضباب ينقشع) التي انشأتها مؤسسة جسور للتعريف بالاسلام ومركزها الرئيسي في القاهرة.
انتجت (جسور) الجزء الأول من سلسلة الضباب ينقشع واسمه (الاسلام بايجاز) سنة 2007 ويتناول الفيلم من (77) دقيقة العقائد الاسلامية مثل التوحيد واقسام الايمان بالاضافة لاركان الاسلام الخمسة، وما ادهشني هو كلمة مطبوعة على غلاف الفيلم لاحد اعضاء الكونغرس الأميركي يقول فيها ان هذا العرض يجب ان يشاهده كل عضو بالكونغرس يعرف حقيقة الاسلام وقد ترجم الفيلم لثلاثين لغة عالمية منها العبرية، وقد علمت من فاضل سليمان مدير المؤسسة ان ضمن الجنسيات التي اتت لتعلن اسلامها على اثر (الاسلام بايجاز) اسرائيليون ثم تلى ذلك انتاج الجزء الثاني من نفس السلسلة وهو فيلم (الجهاد ضد الارهاب)، وهو فيلم مدته (98) دقيقة ليتحدث فيه عشرة متحدثين نصفهم غير مسلمين ومنهم اثنان من اليهود احدهما مدير منظمة حاصلة على جائزة نوبل للسلام، الفيلم يحض شبهة ان الاسلام يدعم الارهاب بل ويدافع عن مفهوم الجهاد ويشرح انواعه المختلفة من جهاد للنفس او باللسان
او بالسنان (الجهاد القتالي) ومن المذهل ان بعض غير المسلمين أسلموا بعد مشاهدة هذا الفيلم حيث كانت شبهة الجهاد
العقبة الوحيدة في طريق اعتناقهم الاسلام الذي قرؤوا عنه
ولكن شبهة العنف والارهاب المرتبطة بلفظ الجهاد في اذهانهم ظلت تحول بينهم وبين الاسلام فلما زالت العقبة
أسلموا مباشرة والفيلم تمت ترجمته الى (14) لغة وكان من المقرر ان يترجم لـ(30) لغة كسابقه ولكن العائق المادي أحال دون ذلك.
لماذا تُسْلِمْ الغربيات؟!
والآن تقوم مؤسسة جسور بانتاج الفيلم الثالث من سلسلة افلام (الضباب ينقشع) وهو فيلم (الاسلام في المرأة) والذي من المفترض ان يدحض شبهة اضطهاد الاسلام للمرأة من خلال اسلوب فني راق جداً وحبكة رائعة بحيث يبدأ الفيلم بعرض لبعض السلبيات التي يروج لها الاعلام الغربي بحيث يظهر الاسلام في مظهر المضطهد للنساء ثم يفاجئ باحصائية من احدى الجامعات الانكليزية العريقة التي تظهر ان النساء هن ثلاثة ارباع المسلمين الجدد في بريطانيا وكذلك احصائيات منظمة (اكتشف الاسلام العالمية) ومركزها البحرين بحيث تظهر احصائياتها ان النسبة تتخطى الـ 75 في المئة وفي بعض السنوات تتعدى الـ 80 في المئة وكذلك شهادات بعض المراكز الاسلامية في هونغ كونغ والسويد وغيرها.
ثم يبدأ الفيلم في اكتشاف السبب الذي يجذب المرأة للاسلام اكثر من الرجل من خلال لقاءات مع متحولات للاسلام من خلفيات متعددة ليفاجئ المشاهد بشبه اجماع منهّن على أن المرأة تجد في الاسلام الحرية التي لا تجدها من دونه.
فتقول احداهن الاسلام حررني بالحجاب فقبله كنت اتزين يوميا لابدو جميلة لكل الرجال، وحتى اصبح مقبولة مجتمعيا اما بالحجاب فقد اصبح الرجل ينظر لي ككائن عاقل لا كقطعة لحم.
واخرى تقول قبل الاسلام كان يجب أن اعمل كي اغطي نصف تكاليف المعيشة اما الاسلام فقد حررني من هذا القيد وجعلني اعمل ان اردت واجلس في البيت لتربية ابنتي ان اردت، وعلى زوجي تغطيت نفقاتي.
والجميل أن التصوير قد تم في عدة دول مع جنسيات مختلفة فقد صورت مؤسسة جسور مع يونانيات واميركيات (بيض وسمر) وهولنديات وبلجيكيات وبريطانيات وسيرلانكيات واندونيسيات، ومن المقرر التصوير مع منقبة اوروبية يكون دورها هو (انسنة) المنقبات اللواتي تمت (شيطنتهن) في الاعلام الغربي وكذلك مع اوروبية غير محجبة، ترى الحجاب فرضا ولكنها لم تتخذ قرارها بعد.
ويقول فاضل سليمان منتج الفيلم انها من اهم الاخوات لان غير المسلمات سيقارن انفسهن بها فيكون تشجيعا لهن على اعتناق الاسلام حيث ان القرارات التي يصعب على المرأة اتخاذها يمكن أن تؤجل حتى يقوى الايمان ويرسخ في القلب بينما قرار الاسلام لا يجب أن يؤجل.
ولكن المؤسف أن فيلما كهذا لا يتكلف انتاجه اكثر من (250) ألف دولار يتم انتاجه على فترات متباعدة وبطيئة كلما اجتمع لدى المؤسسة مبلغ من المال، فلم يجمعوا اكثر من 10 في المئة من تكلفته بينما ينفق اعداء الاسلام عشرات الملايين لتشويهه.
للاتصال بالمؤسسة يمكنكم التواصل مع مؤسسها ومديرها فاضل سليمان على التويتر Fadel Soliman @ أو بالايميل [email protected].
أضف تعليق