أقلامهم

فيصل أبوصليب: علامات من الإحباط لدى المشاركين في الحراك، قد تكون أسبابها التعجل في حصد النتائج والغايات.

كلمات
الطريق مازال طويلا..
كتب د. فيصل أبوصليب
لا أحد يظن بأن طريق الإصلاح سهلٌ وقصير، بل على العكس فهو طويلٌ ووعرٌ ومليءُ  بالعثرات والأشواك والمتاعب، ومن يسلكه فإن عليه تحمل متاعبه، ومن يختاره فمن واجبه التحلي بالصبر والجَلد، لأنه سيجد دوما من يقاوم هذا التغيير، وحتما فإن من يقاومه هو المستفيد من الوضع القائم، أو الفاسد، سيّان، وخلال هذه الحملة المضادة فإنه يقوم بكل ما أوتي من وسائل مشروعة وغير مشروعة، ويستعين برجله وخيله، لوقف هذا التحرك أو تعطيله، تارة بتخوين من يسعى للتغيير، وتارة بتخويفه، وتارة أخرى بتنفير الناس منه، ومن بين هذه الوسائل، استخدام الإعلام لتصوير الحراك بأنه فوضوي ويسعى للإخلال بالأمن، مثلما حدث في المسيرة الأخيرة، عندما قامت بعض وسائل الإعلام وماتزال بإعادة بث صور أعمال الشغب التي قامت بها مجموعة من الأحداث بعد انقضاء المسيرة، ومحاولة تعميمها على الحراك السياسي. 
والواقع بأن ما حصل من شغب محدود بعد انتهاء المسيرة، وإن كان مرفوضا جملة وتفصيلا، إلا أنه من غير المنطقي تعميمه بهذه الصورة المجحفة على كل المشاركين في الحراك، والذين يعلم معارضوهم قبل مؤيديهم بأنهم التزموا بنهجهم السلمي حتى عند تعرضهم للاعتداءات غير المبررة من جانب قوات الأمن، فلا أحد يدلّس علينا، ولسنا بهذه السذاجة حتى نصدق هذه التُرّاهات. 
ويبقى بعد كل ماحصل، سؤال كبير يدور في أذهان الجميع، وماذا بعد ؟ والحقيقة بأنه سؤال يصعب الإجابة عليه، ولكن الملاحظ بأن هناك علامات من الإحباط لدى المشاركين في الحراك ، قد تكون أسبابها التعجل في حصد النتائج والغايات، وهو الأمر الذي قد تطول مدة الوصول إليه، فالطرف المعارض للحراك لديه من الأدوات والوسائل ما تكفي لإعاقة هذه المسيرة، ومن غير المتوقع بأن هذا الطرف سوف يقف متفرجا بعد أن ظهرت المطالبة بتفعيل الإمارة الدستورية والوصول إلى الحكومة المنتخبة، بل أنه قطعا سيحاول تعطيل الوصول لهذه النتيجة. ولكن العبرة في الخواتيم.