أقلامهم

خالد طعمة: مالي باتت بأسرها رهينة أطماع محاربة الإسلام مع اجتماع حب الهيمنة وسرقة الموارد الطبيعية.

الكلام المقتضب / مالي لا أرى غير مالي
خالد طعمة
إنهم ماليون نعم إنهم الماليون ليسوا من أصحاب المال ولكن هكذا درجت تسميتهم وبالتالي فإننا عندما نتطرق إليهم فإننا نقول عنهم ماليون على الرغم من أن فرنسا في وقت مضى أسمتهم سودانيين إلا أن الأمور لم تجر وفق الهوى الفرنسي بل للمالي.
فوجئت أن فرنسا أرسلت عسكريين إلى هناك وتفاجأت أيضاً من أن بعض وسائل الإعلام قالت في أول الأمر أن هنالك تعدياً من الطرف الفرنسي ولكن بعد مرور الأيام وظهور أنباء عن وجود دعم أميركي للأمر فإن الصياغة حولت عملية الإرسال إلى استبسال ومقاومة للمتمردين الماليين أي أن الإدانة لم تزل موجودة وحاضرة فما يحدث بين الماليين شأن مالي (داخلي).
أعرف تماماً أن أي تدخل من دولة أو دول تجاه دولة أو دول يكون وفق القانون الدولي الذي يعتبر مرجعيةً واضحةً لكل دول العالم المؤمنة بالقانون فكيف للتدخل العسكري أن يتم ووفق تصريح الشرطي الأوحد بأنه ينتظر مباركةً لهيئة الأمم إزاء هذا التدخل.
أعلم بأن هنالك رهينة فرنسي يقال إنه حي ويقال إنه قتل ولكن ذلك لا يعطي لكائن من كان الحق في التدخل إلا تحت مظلة الأمم المتحدة فهل تستطيع الكويت التي لديها أسيران في غوانتانامو أن ترسل جيشها إلى هناك كي تحررهما؟
التضليل الإعلامي مستمر ولا يزال وسوف يستمر ولكنني اليوم في كل لحظة لا أرى غير مالي التي باتت بأسرها رهينة أطماع محاربة الإسلام مع اجتماع حب الهيمنة وسرقة الموارد الطبيعية المتمثلة بالذهب والقطن والنفط هناك.
هل يعلم العالم أجمع أن مالي كانت تحت السيطرة الفرنسية في القرن التاسع عشر وها هي تعود إلى ما كانت عليه، هل ما نشهده هو امتداد للثورة الفرنسية التي لا تخلو من تمجيد الكثير من أبناء جلدتنا؟ سوف يتمكن الماليون من الوثب على خط الفقر ومجاوزته بعد التدخل الفرنسي المبارك من قبل التمجيد الأميركي؟ هل سوف نستمر نضحك ونفرح ونمرح معهم على اعتبار أنهم أصدقاء ومن يجتمعون معنا في العقيدة ليسوا سوى مثال محرج نتحرج من التطرق إليهم حتى ان الربيع العربي المزعوم أخذ ينتقل بنا إلى مرحلة جديدة لأنهم علموا تماما أن أمما ثورية، تثور كثيراً ولكن في مكاننا فقط؟ والله سبحانه المستعان.