أقلامهم

حمد العصيدان: خلال شهر من عمر المجلس لم نر على منصة التصريح المخصصة للصحافيين سوى النواب القدامى.

كلمات ناطقة / هدّوا شوي يالنواب … ترى الثقل زين!
د. حمد العصيدان
ما ان انطلق الدور الجديد لمجلس الأمة في منتصف الشهر الماضي، حتى تسابق النواب الجدد على تقديم الاقتراحات برغبة والاقتراحات بقوانين التي أترعت ملفات اللجنة التشريعية، إضافة إلى الاسئلة البرلمانية التي امتلأت بها الأدراج واحتار الوزراء على من يردون وكيف يردون، أمام كم هائل من الأسئلة بعضها واضح والآخر يلفه الإبهام.
وأصبحت الصفحات البرلمانية في الصحف اليومية مثقلة بعدد لا يحصى من القوانين وازداد عددها على حساب صفحات النشاط المحلي للوزارات والهيئات العامة، هذا عدا انشغال اللجان البرلمانية المختصة، لاسيما لجنة الشؤون التشريعية بترتيب الاقتراحات بقوانين وضم المتشابه وإعادة المخالف لصاحبه ليعيد صياغته من «قانون» إلى «رغبة» وغير ذلك من الأمور الذي أثقلت مركب مجلس الأمة في شهره الأول.
ولعل ما يثير الانتباه والدهشة هو هذا التشابه الكبير في الاقتراحات بقوانين، بعيدا عن التنسيق بين النواب، ولعل قضية إسقاط فوائد القروض شاهد على ذلك، فقد تلقت اللجنة التشريعية عشرات الاقتراحات وكل اقتراح باسم نائب يعرض رؤيته ووجهة نظره في كيفية إسقاط فوائد القروض، حتى ان اللجنة أجلت مناقشة الأمر حتى ينتهي النواب من تقديم اقتراحاتهم، وهذا إن دل فإنما يدل على غياب تام للتنسيق بين النواب، أو حتى نكون دقيقين عن الغالبية من النواب في القضايا العامة، فهل يعقل أن يقدم أكثر من 15 اقتراحا بقانون لإسقاط فوائد القروض؟!
هذا في جانب القروض، أما في الاقــــتراحات الأخــــرى فكـــــثـــيرا ما وجــــدت ـ أنا المتــــابع لنشــــاط النواب في شهــــرهم الأول ـ تشابها في تقديم الاقــــتراحـــات، فعـــــلى سبيل المثال تقــــدم نــــائـــــب من الدائـــــرة الرابعة باقتراح بقانون لإنشاء هيئة عامة لتنفيذ المشاريع الكبرى، ليتبعه بعد يومين بالضبط نائب من الدائرة نفسها ويقدم اقتراحا مشابها تماما لدرجة «الكوبي بيست»… كما تقدم نائب باقتراح بقانون لتنظيم مهنة المحاماة، وبعد أسبوع تقدم أربعة نواب باقتراح مشابه وفي القضية نفسها… فعلام يدل ذلك سوى غياب التنسيق والعمل «كل على ليلاه»؟!
أما أحد النواب، فقد دأب على تقديم الاقتراحات والأسئلة البرلمانية بشكل يومي بل أكثر من يومي، أي أنه يمكن أن يقدم في اليوم الواحد اقتراحين أو اقتراحا وسؤالاً، حتى أصبح ضيفا يوميا على صفحات الشؤون البرلمانية في الصحف، ولا أبالغ إذا قلت إن لهذا النائب خلال 30 يوما فقط من بدء المجلس أكثر من 50 سؤالا واقتراحا… فما تفسير ذلك؟!
أعتقد أن الأمر فيه مبالغة واضحة، وأن الأمر لا يؤخذ بهذه الطريقة وأن الأمر يحتاج إلى تمهل و«ثقل» في تعاطي النائب مع موقعه الجديد، وهذه مهمة يجب أن تفعل برلمانيا من خلال كورسات تعطى للنواب الجدد في العمل البرلماني وهو اختصاص المعهد البرلماني الموجود بناء ولم يفعل وجودا.
طبعا ما ذكرناه لا يدخل من ضمنه البيانات الصحافية التي يصدرها النواب حول القضايا التي تحدث بشكل دائم… ولكن… هناك ملاحظة ظاهرة جدا، ونقلها لي بعض الزملاء الصحافيين المتخصصين في الشؤون البرلمانية، وهي عدم وقوف أي من النـــــواب الجــــدد أمام منصة التصريحات الصحافية في المجلس، فخلال شهر من عمر المجلس لم نر على منصة التصريح المخصصة للصحافيين سوى النواب القدامى الذين اعتادوا واعتاد عليهم الصحافيون على المنصة يضاف إليهم من الجدد النائب نواف الفـــــزيع فقـــــط، وما سواه من نواب «سنة أولى» لم يقف أحد منهم ويصرح مباشرة للصحافيين، فعلام يدل ذلك؟ هل هو خوف من مواجهة الصحافيين، أم عدم القدرة على التصريح الارتجالي ومواجهة الكاميرات، أم أن هناك سببا آخر؟! القضية تحتاج إلى توضيح.