أقلامهم

نواف البدر: في الكويت نحرم أبناء الوطن من الصم من التعليم العالي!.

الصم بين الواقع والإعاقة
كتب المقال: نواف فهد البدر
  شاركت في ورشة عمل بعنوان «الصم بين الواقع والإعاقة» التي أقامتها لجنة حقوق الإنسان في نقابة المحامين الكويتية، وقبل مشاركتي في هذه الورشة لم أكن على دراية بمعاناة المعاقين الكويتيين وبالتحديد المصابون بالإعاقة السمعية.
حضر العشرات من المصابين بإعاقة في السمع ووجدت عالمهم مختلفاً قليلاً عن الآخرين، جميعهم ملتفون حول بعض، ربما بسبب تجاهل المجتمع لهم ولمعاناتهم، وهنا لا أقصد الإصابة بالإعاقة السمعية، بل أقصد معاناتهم مع المجتمع ككل سواء الحكومة أو المجتمع اللذان بدا لي أنهما مقصران، وبالتحديد الحكومة التي تساهم في جعل حياتهم أصعب وأقسى أحياناً.
وذكر العديد من أصحاب الإعاقة السمعية جوانب من معاناتهم التي يجب أن نقف عندها كمجتمع مدني بعد تخاذل الحكومة والمجالس المتلاحقة وابتعادهم عن معاناتهم. أولاً هم مواطنون لهم جميع الحقوق والواجبات ولكن يجدون صعوبة ومعاناة في مجال التعليم ولا يستطيعون إكمال تعليمهم لأن هناك تقصيراً كبيراً في مساندتهم في هذا الخصوص، كما أن المدارس المتخصصة لتعليمهم ذات مستويات ضعيفة جداً، كما شرحوا، ومن هنا نطالب باختيار المدرسين الذين يتمتعون بالكفاءة والخبرة في التدريس.
ولمست لدى الإخوة المشاركين في الندوة طموحا وآمالاً كبيرة لاستكمال دراساتهم العليا، وللأسف لا يحق للأصم المتفوق في دولتنا أن يلتحق بالتعليم الجامعي لاستكمال تعليمه، علماً أن بعض دول الخليج وصل فيها المصابون بالإعاقة السمعية إلى مراحل تعليم متقدمة وإلى درجات الماجستير، بينما في الكويت نحرم أبناء الوطن من الصم من التعليم العالي!
ومن أهم مطالبهم وجود مترجمين للغة الإشارة في الأماكن الحكومية، حيث يعانون أشد المعاناة لدى مراجعتهم جميع المؤسسات الحكومية، وحتى عندما يمرض أحدهم لا يستطيع شرح حالته المرضية للأطباء المعالجين إلا بوجود مترجم للغة الإشارة وهم غير متوافرين، كما طالبوا بوجود مترجم أيضاً في مجلس الأمة حتى يتواصلوا مع نواب الأمة وفي مراكز الخدمة وفي الوزارات المختلفة لتسهيل إنجاز معاملات الصم.
من السهل أن يندمج المصابون بالإعاقة السمعية في المجتمع، لكن هذا الاندماج يتحقق عندما يكون هناك اهتمام حقيقي من المجتمع بهذه الفئة وباللغة التي يتحدثون بها، وعندما يجدون الاهتمام بهم وبقضاياهم.
وهناك شكوى أخرى حول تقصير المجلس الأعلى للمعاقين وكيفية صرف المستحقات المقررة لهم.
جلست بينهم لساعات وكنت أجهل حجم المعاناة التي يعانيها إخواننا الصم، وللأسف تعجز الحكومة عن توفير الرعاية والاهتمام اللازمين لبضع مئات من المواطنين المرضى الذين يعانون إعاقة السمع، لذا يتعين على الحكومة أن تعالج هذا التقصير والقيام بدورها على أكمل وجه، ونتمنى من النواب أيضا أن يلتفتوا إلى معاناة إخواننا المصابين بالإعاقة السمعية.
***
جزيل الشكر للأستاذ مشعل عبدالله عبدالرحمن البشر رئيس شعبة المرور في خدمة المواطن في ضاحية جابر العلي، على تعامله الراقي مع المراجعين وحرصه على إنهاء معاملات المواطنين والوافدين على وجه السرعة.