أقلامهم

سالم الحربي: إذا لم نطرح مشاكلهم وقضيتهم ونحاول أن ننصفهم فنحن “بدون” وفاء وإنسانية.

رصاصة
نحن بدون …. !!
كتب سالم مليحان الحربي
 
إن قضية البدون هي من أهم التحديات التي تواجه المجتمع الكويتي بأكمله وليس فقط الحكومة أو مجلس الأمة .
إن هذه القضية أصبحت كرة ثلج تتدحرج مع استمرارها وتكبر أو (قنبلة موقوتة) لو استعرضنا بداية هذه المشكلة منذ أن حصلت الكويت على الاستقلال وطريقة التجنيس في ذلك الوقت فتوجد حالات أن أحد الأخوة يملك الجنسية الكويتية والأخ الآخر بدون!!
وتوجد حالات وفق النطاق العائلي تنقسم بين من هم يملكون الجنسية ومن هم من فئة البدون !!
ولو حاولنا أن نتذكر مواقفهم في أصعب امتحان أو محنة مرت على البلد ألا وهي الغزو العراقي الغاشم فستجد مواقفهم كمواقف من يملكون الجنسية الكويتية فقد كان منهم من استشهد ومن قاوم ومن أسر على يد النظام العراقي.
فسأحاول أن أذكر حادثتين حصلتا على أرض الواقع في أيام الغزو.
الحادثة الأولى هي بعض الجنود في الجيش الكويتي الذين كانوا يعملون في لواء الشهيد المدرع 35 والذين كانت لهم معركة مشرفة حصلت في مقبرة الجهراء وعندما نفذت ذخيرة هؤلاء الجنود انسحبوا على ظهر آلياتهم من دبابات ومدرعات إلى المملكة العربية السعودية ومنهم من كان لديه عائلة فلم يسأل عن وضعهم ووضع الكويت بين عينيه وتركهم في الكويت وخرج.
والحادثة الثانية هي من وقعوا في الأسر لقد كان الجنود العراقيون يجمعون الأسرى ويقولون لهم من فيكم من البدون لكي يخرجونهم من المعتقل وكان معهم من البدون و لم يخرج منهم أحد !!
لأنهم وإن أنكرتهم الحكومة وغيبتهم قوانينها فهم كويتيون الأرض والولاء وهذه الحادثة الثانية بشهادة الدكتور غانم النجار.
فهل توجد تضحية ووفاء أكبر من هذه المواقف!
فإذا لم نطرح مشاكلهم وقضيتهم ونحاول أن ننصفهم فنحن بدون وفاء وإنسانية لهذه الشريحة التي ضحت بالكثير وعملت الكثير للكويت.
فالمطلوب من الحكومة أن تحل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن وأن تجنس من كان لهم مواقف من عسكريين وغيرهم ومن لا يستحق الجنسية فواجب علينا أن يعيش هو وأسرته عيشه كريمه تليق بهم.