أقلامهم

تركي العازمي: بحاجة لإسناد المهام القيادية لمن يفقه متطلبات القيادة وإلا فإننا سنظل على «ماكو شيء».

وجع الحروف / الجماعة «ما كو شيء»…!
د. تركي العازمي
حاكم الكويت السابق المغفور له الشيخ صباح السالم له بيت شعر يردده أكثر أحبتنا «أنا وربعي كلبونا جماعة… الدين واحد والهدف خدمة الشعب» وهو بيت أحب تطبيقه على المستوى العملي سواء في الجانب السياسي أو حتى المهني!
لنترك الجانب السياسي ونأخذ المهني، فالبيت الشعري هذا يعني لي أن أفراد العمل في المؤسسة من القيادي أعلى الهرم إلى القياديين التشغيليين Operational Leaders هم في واقع الحال (حسب النظم القيادية والإدارية الجيدة) يعملون لهدف واحد وهو تحقيق الرؤية التي رسمها أرباب العمل من خلال إيجاد استراتيجية من شأنها بلوغ الأهداف المرسومة عبر أهداف تفصيلية Objectives محددة زمنيا، والقيادي بطبيعة عمله هو بمثابة الأب للمديرين التابعين له والعاملين في المنظومة (يحقق العدالة ويوفر الاحتياجات المادية والمعنوية ويحفزهم على العمل) ولا يتدخل في عمل المديرين إلا من خلال المراجعة الدورية وعندما تحصل مشكلة تحتاج إلى حل!
في نهاية الأسبوع الماضي سألني بعض الزملاء عن سبب تدهور الأوضاع التشغيلية لبعض المؤسسات وكان لابد لي من عرض تحليل للوضع خصوصا بعد أن رددوا عبارة «الجماعة… ما كو شيء»…!
لماذا قيلت هذه العبارة ومن السبب وراء نعتهم بهذه الصفة!
أنا لا أعتب على القيادي… أي قيادي يوصف بـ «ماكو شيء» فهو وجد الفرصة في تسلم منصب قيادي لا يتماشى مع مؤهلاته بالتحديد جانب المعرفة في طبيعة عمل المؤسسة «Knowledge of Business» بحكم «الواسطة» والمحسوبية وتجده يتحدث عن مهام العمل وكأنه « في ديوانية» وغيره يعمل وهو من يقطف الثمار!
مشكلتنا الرئيسية في «الكويت» اننا لا نفهم المنظومة القيادية والبعض يعتقد أنها Prestige منصب «كتابنا وكتابكم» بينما طبيعة الوظيفة تتطلب من القيادي رسم الاستراتيجية الواجب اتباعها وهو ما يتطلب معرفة دقيقة بطبيعة العمل غير المتوافرة في معظم من يتم تنصيبهم!
«أنا وربعي كلبونا جماعة… الدين واحد والهدف خدمة الشعب»… فأي جماعة يتوقع من قيادي لا يفقه متطلبات العمل التي يتأمل «الشعب» توفيرها له، وفي العمل المؤسسي الشعب هم العاملون ومتلقو الخدمة والمنتجون ولنا في ارتفاع الاسعار وسوء الخدمات وغياب الجودة مثال حي لما تعانيه مؤسساتنا ناهيك عن الممارسات غير الأخلاقية!
ولو راعت الوزيرة د. رولا دشتي هذه الجوانب لوجدنا ردها حول تأخر المشاريع والدورة المستندية مختلفا (فالمشروع عندما يرسي على شركة ما فهو ملزم من ناحية التنفيذ وفق الجدول الزمني….)… مشكلتنا في طريقة معالجة تأخر المشاريع!
إننا نعلم إن الدورة المستندية وسوء النظم المعمول بها وطريقة اختيار القياديين من أهم الأسباب التي أوصلت البعض لوصفهم بـ «ماكو شيء» وفاقد الشيء لا يعطيه كما يقولون!
خلاصة القول نحن بحاجة لإعادة النظر في طريقة وطبيعة العمل في مؤسسات الدولة العام منها والخاص وأن تسند المهام القيادية لمن يفقه متطلبات القيادة وإلا فإننا سنظل على «ماكو شيء». والله المستعان!