كتاب سبر

لم نتفق على هذا ياحاجّ

الأزهر..منارة أهل السنة والجماعة ، منذ زوال دولة الفاطميين .. ولم يزل شامخاً يقود الحدث ، حتى اعتلى زعيم القومية العربية رئاسة مصر العربية، فرأى أنه لن يكون له زعامة أو شموخ ما دام لهذا الازهر من شموخ .. ففكر وقدر.. وقدر وفكر.. ثم نظر .. فرأى أن شموخ الازهر باستقلاليته،واستقلاليته بفضل أوقافه، هذه الاوقاف الموجودة منذ مئات السنين،ومادامت هذه الاوقاف موجودة فاستقلالية الأزهر بالقرار موجودة.. فكان أن استولى على هذه الاوقاف بما سماه بالتأميم، وجعل شيخ الازهر وباقي مشايخ الازهر يتقاضون رواتبهم من الدولة، فصار شيخ الازهر موظفاً يرأس موظفين في حكومة الدولة.. ثم لم يكتف الزعيم الملهم بذلك،بل هداه شيطانه الى تغيير مناهج الجامع الازهر وتحويله الى جامعة. فاستنوق الجمل، وبدأ الازهر يفقد شموخه باعتلاء رئاسته من نزل به عن هذا الشموخ.. فقتل كيف قدر.. ثم كان ان أُغري بالأزهر صبية المتمعلمين،ومشايخ سوء نالوا منه سنوات طوالاً،طعناً قي عقيدته ورفضاً لفتواه، حتى جرؤ عليه العامة وسخروا ورغبوا عنه إلى غيره، ممن يدعي الاتباع، ويصف الازهر بالابتداع. ثم أظلتنا ثورة 25 يناير المباركة، ليتعافى بعدها الأزهر مما ألم به من ثورة 23 يوليو الحالكة  ويبدأ باسترداد مكانته في قيادة الحدث، فيتكلم في حوادث الامة، والانتصار لمن ينتصر للامة، يعمل على إعمال توحيد الامة العملي بعد أن مزق الأمة الكلام في التوحيد النظري.. لقد بدأنا اليوم نشعر ببدء ترتيب الاولويات، بعد أن بعثر الجهود بعثرة الاولويات..وهاهو شيخ الأزهر يبدؤها عندما قال كلمة الحق أمام الرئيس الايراني،التي عجز أن يقولها خلفه مشايخ “الاتّباع”، طاعةً وامتثالاً لولي الأمر.

 لقد قبّل وزير الخارجية الإيراني رأس شيخ الأزهر، وألان أحمدي نجاد القول لشيخ الأزهر،فما أغنى ذلك شيئاً مع شيخ الأزهر، بل قال امام العالم أجمع في مؤتمر صحفي جمعه مع الرئيس الايراني، ضارباً بالمراسيم السياسية عرض الحائط، غير مراع لما سيحدث بما سيقول… قال شيخ الازهر مؤنباً الرئيس الايراني: كيف تتكلمون عن الوحدة، ويُسب عندكم صحابة رسول الله، وكيف تتكلمون في الحقوق، والسنة الايرانيون مسلوبة حقوقهم .. كل ذلك والمترجم الايراني يقول: مااتفقناعلى هذا يا حاج..مااتفقنا على هذا ياحاجّ..ولايزيد ذلك شيخ الأزهر إلا إصراراً.

فهل سمعنا منذ بُدع الأزهر مثل هذا الكلام ممن تولى كبر تبديع الأزهر، وشيخ الأزهر؟!

معافاً معافاً أيها الأزهر… وأهلاً ثم أهلاً أيها الأزهر..أهلاً بك في ساحة الحدث.. ثم أهلاً بك قائداً لما سيحدث من حدث…

كتبه:

حمد السنان