أقلامهم

تركي العازمي: الكويت تمر بمنعطف خطير، ولا ميكانيكية اختيار القياديين عادلة.

وجع الحروف / صديقك من صدقك…!
د. تركي العازمي
كثيرا ما نسمع بالقول المأثور (صديقك من صدقك لا من صدقك « بشد الدال»)… ونحن كما نعلم بحكم طبيعتنا ننزعج من قول الحقيقة خصوصا في الأوضاع التي تحمل بين طياتها فوضوية الأقوال والأفعال وهو عهد نعيش انتكاساته!
وهذا القول يقصد منه ان أصحاب القرار يجب أن يستمعوا لأصدقائهم ( وبالذات المستشارين ) ممن يصدقوا معهم في القول وممن ينبهونهم على الزلات بغية تجاوزهم لها للمصلحة العامة، وهو قول يتماشى مع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «أنصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما فكيف أنصره؟ قال: تحجزه، أو تمنعه، من الظلم فإن ذلك نصره»!
لذلك فنحن مع كل قول أو توجه من شأنه إزالة الظلم الذي قد تكون أدوات قياسه مختلفه، فالمعارضة تشتكي من الكيل بمكيالين عند تطبيق القانون لا سيما بعد ندوة أحد النواب لمناصرة العناصر الثائرة في مملكة البحرين والذي يعد تدخلا في شؤون المملكة الجارة في حين تم توجيه اتهام لنواب آخرين بسبب حديثهم عن دول عربية! ناهيك عن القضايا التي ترفع على مجاميع ويتم تغافل بعض الأقوال من الجانب الآخر!
إذا كان سياق الأحداث والأدوات التي تستخدمها الحكومة مشابهة في المضمون وتختلف في طريقة الاختيار عند التطبيق فحينئذ يكون ادعاء أعضاء المعارضة في محله والخطأ وارد لكن الاستمرار في الخطأ أمر غير مستحب إطلاقا ولهذا السبب نتوجه بالنصيحة لعل وعسى أن نجد المخرج المناسب من الأزمة التي نعيشها منذ أشهر!
نقولها بصدق ومن قلب محب لهذا البلد… لسنا بمحسوبين على فئة دون أخرى وما نريد إيصاله رسالة نصيحة، فالصدق في الحديث واجب والنزاهة عند توجيه النصيحة يجب أن تتوافر في موجه النصيحة!
ما نريده من أصحاب القرار بسيط جدا، إننا نريد مراجعة لطريقة معالجة القانون لتداعيات الأحداث وتنوع تطبيقه.
لقد ذكرنا للزملاء في مناسبات عدة ان الكويت تمر بمنعطف خطير، ولا ميكانيكية اختيار القياديين عادلة خصوصا في مناصب كوكيل وزارة ووكيل مساعد، وطبيعة اختيار المفردات في توجيه النصيحة أحيانا تكون استفزازية ما يدفع بالطرف الآخر إلى المضي في توجهه، ولابد من خروج الحكماء في الوقت المناسب ليدعوا إلى مصالحة تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
لا تتركونا بين «قال فلان وعلان» ولا تنسبوا الأقوال إلى مصدر موثوق… نريد الصدق في الطرح والعدل في التعامل مع قضايانا الشائكة، ومن غير الاعتراف بالخطأ فإننا لن نستطيع الوصول إلى الصواب قولا وفعلا… والله المستعان!