أقلامهم

مبارك الذروة: النازية بطريقة ماكرة تخلصت من خصومها الاشتراكيين، فحرقوا البرلمان وألصقوا التهمة بهم…!

رواق الفكر / برلمان يحترق
د. مبارك الذروه
للتخلص من الخصوم السياسيين والفكر المخالف تسلك الانظمة الشمولية وابواقها طرقاً عدة، ليس بينها الحوار الهادف المنفتح واظهار الحقيقة، ولا القانون ودولة المؤسسات، ولا القضاء وجلسات المحاكم!
انه غير ذلك… يميزه التخوين والتكفير والاتهام المعلب والقياس مع الفارق، وفي زمن الدول القمعية والفكر الاقصائي والنهج البوليسي تسحقهم وتلقي بهم بعد ذلك خلف القضبان.
والرأي العام هو رأي العوام!! أمي النزعة… لا يجيد النظر النقدي للاحداث الدائرة. وبحكم انشغاله وبحثه اليومي عن لقمة العيش، فهو متعب مشغول (ولا تنتظر من جائع ان يفكر او يتفلسف)! ولذا هو يسلم رأسه وعقله للإعلام السائد الموجه، فتغيب الحقيقة.
في عام 1933 استخدمت النازية الملعونة طريقة ماكرة في التخلص من خصومها الشيوعيين والاشتراكيين فقاموا بحرق البرلمان وإلصاق التهمة بهم…!
لقد كان البرلمان الالماني رمزا للحرية والعدالة في ضمير الرأي العام ووجدانه، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي جعلت الشعب الالماني يكره الشيوعيين ويصفهم بالغوغائيين والمتخلفين، ما مكن للنازية بعد ذلك من السيطرة الكاملة والنجاح الساحق في الانتخابات البرلمانية مباشرة.
ولكن الأمر لم ينته عند ذلك، بل لا بد من استمرار نهج القمع، فما دام الشعب في غفلته، والإعلام السائد منقلباً على عقبيه، إذن لا بد من ملاحقة كل من يشكك او ينتقص من إجراءات الأمن! حتى وصل الطغيان النازي الى التخلص من اتباعه واحدا تلو الاخر… ولكي تظل الحقيقة غائبة قامت اجهزة الأمن بالتخلص من المجندين النازيين العشرة الذين أضرموا النار واحدا تلو الاخر مباشرة بعد الحريق.
لقد طالت يد الاغتيال النازي أحد النواب المحافظين الذي أعد تقريرا سريا عن حادثة الحريق! بل تم التخلص من مدير خدمات البلدية المختص بتقديم تقارير سرية عن الحريق والحق به أيضاً! والأمر الأدهى هو اغتيال رجل بسيط كان قد أعلن أنه رأى رؤيا منامية قبل الحادث بأيام ان مبنى كبيرا قد احترق! ان حرق العدالة وتدمير الحرية تتعدد صوره وأشكاله، واغتيال المجندين لإخفاء الحقيقة عمل بوليسي لا تقوى عليه سوى دول القمع الهالكة الفاشية كدول هتلر وموسيليني وصدام وبن علي والقذافي!
لقد عادت الامة الالمانية مرة اخرى الى رشدها واختارت طريقها ومستقبلها وها هي تنعم بالتقدم الصناعي الكبير والرفاه الاقتصادي والسياحي… حتى ان الرجل الالماني هو الرجل المميز في الغرب!
لكن بالتأكيد ان الفكر النازي القمعي التدميري هلك وذهب الى غير رجعة، ليس فقط في المانيا، بل من مسرح الحياة الغربية برمتها..!