أقلامهم

محمد الجاسم: لم يعد أعضاء مجلس الأمة فقط هم الذين يديرون هذه الحركة السياسية.

الميزان 
العودة إلى الحق 
محمد عبدالقادر الجاسم 
هل تحتاج الكويت إلى المزيد من الوقت لمعرفة الآثار الضارة لمرسوم «الصوت الواحد»؟
أظن أن فكرة مرسوم «الصوت الواحد» أثبتت عدم جدواها سياسيا، واستمرار هذا المرسوم يعني استمرار الأزمة السياسية. صحيح أن الحراك المعارض بشكل عام بدأ يضعف، إلا أن هذا الضعف مؤقت، والأمور مرشحة للتصعيد في أي وقت، لذلك أتمنى أن تعي السلطة أنها خسرت فعليا معركتها التي خاضتها لفرض هذا المرسوم، فالعبرة ليست في مجرد استمرار مجلس الصوت الواحد، وإنما في النتائج الضارة لاستمراره على الأوضاع العامة في البلاد. 
ويدور اليوم حديث بشأن مخططات الالتفاف على حكم المحكمة الدستورية، وهو حديث متشعب، من بين تفاصيله إحياء مجلس 2009 في حالة الحكم ببطلان انتخابات ديسمبر 2012 من دون صدور حكم بعدم دستورية مرسوم «الصوت الواحد»، أو حل المجلس الحالي قبل صدور حكم المحكمة الدستورية وإجراء الانتخابات مرة ثانية وفق مرسوم «الصوت الواحد»، وغير ذلك من «أفكار» و«خطط» ليس من بينها فكرة واحدة تحقق الاستقرار وتعيد الهدوء السياسي للبلاد.
إن العودة إلى الحق فضيلة، والحق هنا هو العودة إلى نظام الأصوات الأربعة، فمن غير المقبول أن يتحول الصراع السياسي من صراع عام، يفترض أن يدور حول المصلحة العامة، إلى صراع خاص يدور حول اعتبارات شخصية بحتة من جانب السلطة مثل الهيبة وغيرها.
لقد كانت الحركة السياسية في السابق محصورة في حدود مجلس الأمة فقط، أما اليوم، فقد انتقلت إلى الشارع، ولم يعد أعضاء مجلس الأمة فقط هم الذين يديرون هذه الحركة السياسية، وبالتالي، فإن استمرار الأوضاع الحالية يعزز دور الرأي العام، ويعيد الاعتبار للعمل السياسي المرهق للسلطة بعكس العمل البرلماني، الذي كان في الغالب تحت الاحتواء. 
إن العودة إلى نظام الأصوات الأربعة سوف تكون مدخلا مناسبا للسعي إلى تحقيق توافق وطني عام واستعادة الهدوء.