أقلامهم

محمد الدوسري: في أغلب دول الوطن العربي، ليست هناك شعوب، بل دويلات أفراد.

غربال
دويلات الأفراد

كتب محمد مساعد الدوسري
في أغلب دول الوطن العربي، ليست هناك شعوب، بل دويلات أفراد يقوم من خلالها نفر قليل بإدارة شؤون ثروتهم، ويقومون بتوفيق أوضاعهم مع العالم بما يناسب عائلاتهم، أو ما يحل مشاكل أفراد هذه العائلة، فلا تستغرب إن تم توقيع اتفاقية بين دولة عربية وأخرى غربية لمجرد حل معضلة أحد الأفراد المتنفذين إن وقع في شر أعماله مع تلك الدولة الغربية.
في الوطن العربي، تُعقد الصفقات حتى يحظى أحد أقرباء المتنفذين بعمولة مليارية، فتسمع عن صفقات سلاح لا داعي لها وبأسعار خيالية لهذا الغرض، وتنشأ مشاريع اقتصادية لا عائد حقيقيا لها لإرضاء المقرب من هؤلاء المتنفذين، ولا بأس في توقيع اتفاقيات تبادل السجناء من أجل إخراج أحد حمقاهم المسجون في تلك الدولة الغربية.
لدينا في العالم العربي، تُضرب أحلام الشعوب وتطلعاتها بعرض الحائط، فلا تنفع أحلام هذه الشعوب بالديمقراطية لأن المتنفذين سيحاربون بإعلامهم الفاسد وأموالهم المسروقة من عرق الشعوب كل ديمقراطية وليدة، حتى لو كان البديل هو الخراب والدمار والفوضى، فالمهم ألا يذهب نفوذهم، أو تحصل الشعوب على حريتها.
غباء مطبق هذا الذي يحصل في عالمنا العربي، الحرب المجنونة التي تقوم بها بعض عصابات الفساد ضد شعوبها هي حرب الضعيف الذي لا يقدر على سيده، فيعود على أفراد أسرته الكبيرة لينكل بهم اعتقادا منه أنه سيد البيت، بينما أضحت هذه السيادة سرابا أمام هيمنة القوى الأجنبية عليه وعلى هذه الشعوب، إلى متى سيظل العرب في هذه الدوامة الغبية بسبب فساد قلة من المتنفذين ستودي بنا للخراب؟.