محليات

“نقابة الأطباء” تهنئ أبناء الكويت بالأعياد الوطنية

تقدمت نقابة الأطباء الكويتية بأسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الصباح وعموم الشعب الكويتي بالذكرى الثانية والخمسين لاستقلال دولة الكويت والذكرى الثانية والعشرين لعيد تحريرها من الغزو العراقي الغاشم والتي نستذكر من خلالها “الملحمة التاريخية” التي سطرها أبناء الكويت خلال تلك المحنة وسالت فيها الدماء الزكية لشهدائها الأبرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تراب هذا الوطن الغالي سائلين المولى أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته.

 

وفي هذا الصدد قال نائب رئيس نقابة الأطباء الدكتور مشعل روح الدين: تعيش الكويت في هذه الأيام من شهر فبراير ذكرى سعيدة على قلوب الكويتيين جميعا بمناسبة الأعياد الوطنية التي تتجسد فيها مشاعر المواطنة الحقة والنوايا الصادقة والوفية التي يكنها هذا الشعب العظيم لتراب وطنه، ولتكون هذه الأعياد الوطنية فرصة يترجم بها الكويتيين الحب الأبدي المكنون داخل قلوبهم تجاه هذا الوطن من خلال مواقفهم الوطنية التي أصبحت امتدادا لحبل متين من المواقف التاريخية التي خلدها الآباء والأجداد على مر الزمن تجاه القضايا المحلية والدولية التي عاشتها ومرت بها الكويت منذ عشرات ومئات السنين.

 

وأشار روح الدين بأن هذه الفرحة الوطنية العارمة بالأعياد الوطنية تتزامن أيضا مع الذكرى السابعة لتولي ربان سفينتنا صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح مقاليد الحكم بالبلاد، والتي تصاحبها أيضا ذكرى تولي سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح ولاية العهد ليكون اليد اليمنى لأخيه صاحب السمو الأمير، وإذ تنتهز نقابة الأطباء هذه المناسبة السعيدة لتهنئة سموهما بهذه الذكرى العزيزة على قلوب الشعب الكويتي داعين المولى أن يحفظهما من كل مكروه ويسدد خطاهما لما فيه الخير للكويت وشعبها.

 

وأضاف قائلا: وبمناسبة هذه الأعياد الوطنية والفرحة الكبيرة التي تعيشها البلاد في ظل استقرار إقليمي يحلم به العديد من شعوب المنطقة علاوة على ما ننعم به من خير ووفرة مالية خصنا الله تعالى بها ككويتيين، إذ نؤكد على ضرورة “تكاتف وتعاضد” أبناء الشعب الكويتي تجاه التحديات الإقليمية المحيطة بنا بضرورة الالتفاف حول القيادة السياسية والأمير ونبذ الخلافات الفكرية والطائفية والسياسية التي تزيد من الانشقاقات الفئوية بين أبناء الوطن الواحد، معتبرا أن هذه الأعياد الوطنية التي تعيشها الكويت “فرصة ذهبية” لعمل مبادرة حوار وطني شامل بين القوى السياسية المتناحرة وضرورة المبادرة بإعلان التنازلات المستحقة من “السلطة والحكومة والمعارضة” لكل ما يخص القضايا السياسية المتعاقبة التي بدأت باقتحام مجلس الأمة وما تبعتها من مسيرات “سلمية وغوغائية” وانتهت بمرسوم الصوت الواحد ومن بعدها بالملاحقات الأمنية للحراك المعارض سواء بالمسيرات أو للمغردين، مؤكدا أن كل هذه القضايا ذات الأهمية والطابع السياسي الخاص تحتاج لوقفة جادة وحوار وطني صادق تبادر فيه جميع أطراف الصراع وتعلن عن نيتها “بتنازلات مبدئية” تخدم الوطن وجميع الأطراف بالقدر المعقول بما يعمل على إيجاد حلول فعلية للأزمة السياسية التي عكرت صفو الأجواء العامة وكذلك أعيادنا الوطنية الجميلة التي دائما ما تمتعنا بها وعشنا زهوتها في الأعياد السابقة.

 

وأكد روح الدين بأن الجلوس على طاولة حوار وطني سيضمن استقرار الجبهة الداخلية للوطن عوضا عن هذا التصدع الحاصل نتيجة التشدد بالآراء والتشنج بوجهات نظر الأطراف المتناحرة والتي نتج عنها النزول للشارع وحرب إعلامية بوسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي المختلفة، منوها بأن ذلك يزيد الأمور تعقيدا ويساهم في شل مرافق الدولة ومؤسساتها وشق وحدة الصف الوطني بين أبناء الشعب “والأسرة الواحدة” بما لا يخدم أي طرف سوى أنه سيكون على حساب وحدة الصف وأمن واستقرار هذا البلد الجميل.

 

كما شدد روح الدين على أهمية تعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية للعمل بكل ما يخدم الوطن والمواطن والتركيز على التحديات المقبلة بشأن خطط التنمية والانجازات المرتقبة بشأن القوانين والمشاريع التنموية التي ينتظرها الشعب الكويتي للنهوض من الركود الصحي والتعليمي والخدماتي والاقتصادي الذي تعيشه الدولة منذ عقود، مشيرا بأن الشعب الكويتي قد سئم تبادل الاتهامات بين السلطتين بشأن تعطيل عجلة التنمية والتشبث بمصطلحات جديدة كمصلح “التأزيم” الذي أصبح شماعة سياسية لتبرير فشل إدارة الدولة في وقت أصبح المواطن يتأمل إيجاد حلول فعلية للقضايا العالقة بسبب سوء الإدارة.

 

مبديا بالوقت نفسه رفض نقابة الأطباء لفكرة العصيان المدني والإضرابات العمالية التي تدعو إليها بعض التيارات والقوى السياسية لتحقيق أجنداتها الشخصية على حساب مصلحة الوطن والمواطن، لافتا بأن كل كويتي مخلص ومحب لتراب وطنه يعمل جاهدا لرفعة هذا الوطن بالعمل الجاد والحقيقي لدفع عجلة التنمية بالبلاد عوضا عن تعطيل مصالحها، مؤكدا بأنه حتى وإن اختلفت الآراء والقناعات حول القضايا الوطنية إلا أن ذلك الاختلاف يجب أن يكون “بعقلانية وحكمة” من المخلصين لهذا الوطن حتى يتجسد المعنى الحقيقي “للمواطنة الحقة” والتضحية المرجوة في سبيل رفعته وتقدمه؛ وليس بالدعوة للعصيان المدني وعمل الإضرابات التي يكون الهدف منها شل مرافق الدولة وتحقيق أجندات سياسية تخدم طرف على حساب الآخر دون مراعاة للمصلحة العامة والأضرار الكبيرة والخسائر التي ستلحق بمرافق الدولة وتمس المصالح العليا للوطن والمواطن.



وختم روح الدين تصريحه داعيا القوى السياسية والسلطتين التنفيذية والتشريعية بالترجمة الحقيقية لمفهوم “حب الوطن والمواطنة”، والسعي لتحقيق الانجازات ومشاريع التنمية والقوانين التي يتطلع إليها المواطن الكويتي، مشددا بالوقت نفسه على “ضرورة وسرعة” إقرار القوانين الصحية التي ستساهم بالنهوض بالقطاع الصحي والتي تبنت بعضها نقابة الأطباء الكويتية مؤخرا وقدمتها لأعضاء مجلس الأمة.