أقلامهم

مبارك المعوشرجي: العصيان المدني ليس مسيرة سلمية أو إضراب ولا مظاهرة.. بل هو إيمان شعب كامل.

ولي رأي / نحن… والعصيان المدني
مبارك مزيد المعوشرجي
لقد جربت دولة الكويت العصيان المدني خلال فترة الاحتلال العراقي من 2 أغسطس 1990 وحتى 26 فبراير 1992، وتوقفت فيها الحياة بالكامل عدا بعض المؤسسات الحيوية مثل مصافي المياه ومحطات الكهرباء والمستشفيات والمطافئ ومحطات الوقود والمخابز، وأغلقت المدارس والجامعات وجميع وزارات الدولة والأسواق والبنوك والمخافر والمحاكم… ورفعت أسماء الشوارع وأرقام المنازل وأدار البلد مجموعة من أبناء أسرة الحكم الكريمة مع رجال وطنيين ابتعدوا عن الحزبية والطائفية والقبلية والأطماع السياسية، وتم تموين البلد من تجار مخلصين لم يفكروا بالربح والخسارة قدر حرصهم على توفير مستلزمات الحياة اليومية الضرورية للصامدين على أرض البلد، وكانت الرواتب والمعاشات تأتينا في بيوتنا عن طريق لجان تكافلية، ونحصل على حاجاتنا عن طريق الجمعيات التعاونية التي أدارها شباب المناطق السكنية.
والحديث عن تلك الفترة الصعبة يطول، ولكن كان ذاك العصيان في وجه عدو مغتصب بغيض… عصيان قد قام به كل من كان على أرض الكويت ومنع سلطات الاحتلال من ابتلاع البلد، واليوم هناك من يدعو إلى عصيان مدني لتحقيق مصالح سياسية اختلفت وجهات النظر عليها، فهل يستطيع النائب السابق د. وليد الطبطبائي صاحب الفكرة من اقناع المواطنين كافة بفكرته؟! وكيف سيرغم الموظفين الوافدين بإطاعة أوامره… وإن فعل هو هذا وذاك… فهل سيستطيع دفع رواتب ومعاشات الناس وتوفير السلع والبضائع في الأسواق دون مقابل للناس؟! وكيف سيمنع رجال الجيش والشرطة والحرس الوطني… وكل من لم يقتنع بفكرة العصيان وما أكثرهم من التطوع لسد فراغ غياب من يشاركه في فكرة العصيان المدني!؟
إن العصيان المدني ليس مسيرة سلمية أو إضراب ولا مظاهرة.. بل هو إيمان شعب كامل بقضية معينة ضد عدو مغتصب خارجي… أو حكم مستبد ظالم، لقد أخرج عصيان المهاتما غاندي الإنكليز من الهند التي كانت تسمى (جوهرة التاج البريطاني)… فهل وقع على الكويت عدوان خارجي لنتوحد جميعنا ضده لإخراجه؟… أم أن لدينا نظام الحكم ظالم جائر لنسعى لاسقاطه! والسؤال الأهم من كل ذلك… كم هي نسبة من يؤمن بفكرة الدكتور الطبطبائي؟… شاهدوا صور المحاولة الأولى لهذا الاضراب في الجرائد لتعرفوا هذه النسبة.