أقلامهم

صلاح الهاشم: أسلحة بالمليارات، صفقات بالملايين، ولا توجد طائرات هليكوبتر لمراقبة الحدود البحرية، احمني يا «غينيس»!

الرقيب 
في عيدنا الوطني.. نشكو إليك يا.. غينيس 
صلاح الهاشم 
بالإضافة إلى أكبر طاولة أكل وأكبر صحن حمص وأكبر منطاد وطائرة ورقية وعدد الألعاب النارية، دخلنا موسوعة غينيس بأطول علم، ولا مانع ولا اعتراض، ولكن لماذا لا نفاخر بشبابنا المخترعين أو المزارعين أو الموهوبين؟ ولماذا نربط الإبداع فقط بكماليات القوم؟ فقط سؤال؟ اسألهم يا «غينيس». 
> > >
تقرير دولي محايد، يخبرنا بأن الكويت هي أكثر الدول في العالم مطاردة للمغردين بالنسبة إلى عدد السكان، هل يدخلنا ذلك إلى موسوعة غينيس كذلك؟
> > >
شارع الجهراء يمتد اثني عشر كليومترا، تكلف أكثر من مئتين وعشرين مليون دينار؟ ألا يدخلنا ذلك أيضا موسوعة غينيس؟ 
خفف كلامنا عليهم يا «غينيس»! 
> > >
معدل الكويت في مؤشرات الفساد العالمي يزداد، والسرقات وشبهاتها أمامنا ولم يقبض على سارق واحد؟ حتى غينيس يتساءل: هاي شلون ترهم؟ 
> > >
إنتاجنا النفطي مئة مليون دينار يوميا، ومازلنا لا نعلم كيف نطفئ حرائق أمغرة، أو أن نشرب ماء نقيا، أو نأكل طعاما صحيا، وآخر مشروع تم عمله هو مستشفى مبارك في 1985، رحماك يا «غينيس»!
> > >
مليار وربع المليار دولار إلى المغرب، ومثلها إلى دول الضد، الأردن وقبلها اليمن ومنغوليا ودول لا نعرف اسمها على الخريطة، أموالنا تبني دولا، وتحطم شعبها.
دخيلك يا «غينيس».
> > >
مطار وحيد لدينا، فيه بوابة واحدة للدخول والخروج، أربع وعشرون بوابة سفر وشعب يهاجر في العطل والأعياد، وأقرضنا الصين ثلاثمئة مليون دولار للمساهمة في بناء مطارها؟ طيّرني يا «غينيس»!
> > >
أكثر عدد من دعاة الدين الذين لدينا، ومهرجانات دينية، وصحف ومطبوعات، وتدخّل في المناهج، ومع ذلك لا تجد أحدا حريصا على أموال أو أصول دولته، دلني على الخلل يا «غينيس»!
> > >
الكويت رائدة في المسرح والرياضة والفن، وحتى الآن لا يوجد لدينا مسرح، وبأموالنا «من الصندوق الكويتي»، الأردن يبني دارا للأوبرا، أطربني يا «غينيس»!
> > >
مجلس للأمة، وممارسة ديمقراطية منذ خمسين عاما، وصحافة شبه حرة، ومنتديات، ودواوين، وملتقيات، ولايزال الرابط الوحيد لدى أغلبنا: متى ينزل المعاش؟ اصرفني يا «غينيس»!
> > >
أسلحة بالمليارات، صفقات بالملايين، عمولات مساوية لها، ثم لا توجد لدينا طائرات هليكوبتر لمراقبة الحدود البحرية، احمني يا «غينيس»!
> > >
دولة صغيرة، شعب قليل يبلغ عدده المليون وربع المليون مواطن يخدمه مليونان ونصف المليون وافد، منهم ثمانمئة ألف مصري وسبعمئة ألف هندي، ومليارات لاتزال تصرف، وكأن الكويت زائلة، ارشدني يا «غينيس»!
> > >
يعتبرون الكويت بقرة حلوبا، و«كيكة» آن اقتسامها، ولقمة صغيرة، يعتبرونها كذلك ثم نبكي ونتحسر على حالنا ومآلنا.. العنهم يا «غينيس»!