أقلامهم

ذعار الرشيدي: مقترح حل مشكلة بعض المقترضين، «هو صندوق متعثرين بشكل جديد» لا أكثر ولا اقل.

«عيد الماي» الكويتي.. والقروض
بقلم: ذعار الرشيدي
أول من أمس اصطادتني زحمة شارع شاطئ الشويخ، وعلقت في بداية مسيرة الاحتفالات بالأعياد الوطنية لساعتين، ولاحظت ان المحتفلين هذا العام استبدلوا الرغوة بمسدسات الماء، واعتقد ان أمامنا عاما أو عامين حتى تتطور هذا المسألة ويصبح يومنا الوطني شبيه بعيد الماء الشهير في تايلند، ولا عجب في ذلك فنحن شعب قادر على تجاوز أي منع حكومي أو إيجاد حلول بديلة، وكأننا نثبت مجددا اننا شعب «ماله حل».
***
مقترح القروض الأخير يحدد آخر موعد لأصحاب القروض التي ستتم معالجتها بتاريخ 1 ابريل 2008، طيب لنفرض ان شخصا اقترض في اليوم التالي ليوم 1 ابريل، ما مصيره؟ طيب، ماذا عن المواطن الذي قام بجدولة قرضه بعد ذلك التاريخ وتحمل قرضا اكبر من قرضه السابق الذي قدمه قبل 1 ابريل ما مصيره؟ وما مصير الفوائد التي سددها بالكامل بغير وجه حق؟ لا توجد إحصائية رسمية ولكن كثيرا ممن اقترضوا قبل 1 ابريل 2008 أعادوا جدولة قروضهم، لذا اعتقد ان المستفيدين من هذا المقترح لا يشكلون سوى أقل من ربع المقترضين، لأن من أعاد جدولة قرضه بعد التاريخ المقترح أو سدده بالكامل أو نقل إلى بنك آخر أو اقترض بعد ذلك التاريخ ليس له نصيب في دائرة الحل، لذا المنطق يقول ان المقترح لا يحقق العدالة أبدا ولا حتى بنسبة 25%، كما انه يحصر أعداد المستفيدين بفئة محددة اقل بكثير من المستحقين الحقيقيين من المقترضين، وهذا الذي دفع النواب للقول ان الحكومة لن تحمل مبلغا كبيرا مع هذا المقترح او مبلغا خياليا، ذلك لأن من تنطبق عليهم شروط وبنود المقترح لن يتعدى عددهم البضعة آلاف، أما عشرات الآلاف من المقترضين فلا عزاء لهم.
***
بالكويتي الفصيح المقترح يحل مشكلة بعض المقترضين، ولكنه لا يحل مشكلة القروض، بجملة كويتية أكثر فصاحة «هذا المقترح هو صندوق متعثرين بشكل جديد» لا أكثر ولا اقل.
***
شفتوا نحن شعب «ماله حل» لا بالقروض ولا غيرها.