أقلامهم

إبراهيم المليفي: أسجل إعجابي بفكرة الكرسي الأخضر لتوجيه الأسئلة عن قرب للمشاركين في منتدى الاتصال الحكومي.

الأغلبية الصامتة: الشارقة تتواصل مع العالم
كتب المقال: إبراهيم المليفي
على مدى يومين متواصلين 24 و25 من الشهر الجاري، حضرت أعمال الدورة الثانية من منتدى الاتصال الحكومي في إمارة الشارقة الذي ينظمه مركز الشارقة الإعلامي بمشاركة 500 شخصية سياسية وإعلامية عربية وعالمية رفيعة المستوى، وقد تحدث في ذلك المنتدى الذي أقيم برعاية وحضور سمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، 40 متحدثاً، أبرزهم: رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى ونائب حاكم الشارقة الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي ومدير حملة الرئيس الأميركي باراك أوباما الانتخابية الأخيرة جيم ماسينا والناشط في مجال حقوق الإنسان والمجتمع مارتن لوثر كينغ الثالث.
ومنذ جلسة الافتتاح مروراً بالجلسات الحوارية والمحاورات بين المتحدثين والجمهور دونت مجموعة من النقاط التي تستحق التوقف عندها أولها لحاكم الشارقة الذي ركز على أن “الخصوصيات الثقافية لا يمكن أن تضمحل إلى الأبد فهي تلجأ إلى العيش في سبات شتوي كالنبات في أعماق اللاوعي وتنتظر أن يسمح لها المحيط بالانبعاث من جديد فلا يمكن دفن قيمة ثقافية إلى مالا نهاية”.
رئيس وزراء تركيا قدم تجربتة الشخصية بالقول: “رغم استخدامنا لوسائل الاتصال المتنوعة والحديثة فإن القول أو اللسان يظل هو الوسيلة الأولى في التواصل”، وبصفته رئيساً لحزب ورئيس وزراء فهو لا يؤمن إطلاقا بأن يتم التواصل عبر وسائل الاتصال فحسب “إذ يجب أن يكون هناك نصيب من القلب والفؤاد في عملية الاتصال”.
عميد كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية بدبي ومدير عام قنوات “إم بي سي”، علي جابر، لخص المشهد بصورة مباشرة: “التواصل الحكومي غير فعال لأن وسائله المستخدمة وخطاباته ولغته غير ناجحة لأنها لا تعبر عمّا يريده الطرفان، ومشكلتنا الحقيقية في الوطن العربي هي الفوقية والخطاب الرأسي ووجود الحواجز”، في حين سلط مارتن لوثر كينغ الثالث الضوء على أهمية الاتصال السلمي لضمان نتائج فعالة قائلاً: “قد يكون العنف لغة الذين لم يسمع صوتهم، إلا أن استخدام الأسلوب السلمي يتيح فرصة إيصال الرسالة وكسب التعاطف في نفس الوقت وهذا ما فعله مارتن لوثر كينغ وفريقه بعدم السماح باستعمال العنف في تظاهراتهم، وهو ما أدى إلى نجاحهم في الحصول على العديد من المكتسبات وأهمها حق المواطنة وحق الانتخاب للسود وتغيير القوانين التي تحض على التمييز والعنصرية وتمكين السود من الحصول على حق المسكن والتعليم والرعاية الصحية والوظائف والعدالة المنصفة”.
الإعلامي حمدي قنديل ألقى خطاباً مؤثراً فيه ما يصلح أن يوجه لحكومتنا الرشيدة مباشرة: “في ظل حكومة الإنجاز سيصبح عملنا نحن الذين نلقب بالخبراء هو ترشيد الثرثرة وتصحيح وجهتها، ومجتمعات الوفرة لن تحل مشكلاتها سوى بالانتقال من دورة الأسمنت إلى دورة الثقافة والانتقال من دورة القيم المادية إلى دورة القيم الروحية، أي لا يكون دور الحكومة هو الإنجاز المادي فقط، وإنما إعلاء قيم الحرية والعدالة والمكانة الإنسانية”.
في الختام لا بد أن أسجل إعجابي بفكرة الكرسي الأخضر الذي خُصص لمشاركة طالب أو طالبة من جامعة الشارقة بتوجيه الأسئلة للمتحدثين في الجلسات الحوارية وهو جالس بالقرب منهم، شكراً لمركز الشارقة الإعلامي ولرئيسه الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي على الدعوة الكريمة وإتاحة الفرصة لنا للاستماع والاستفادة من خبرات نخبة من الشخصيات المؤثرة في مجالات عدة، كما أشكر الجنود المجهولين الذين ساهموا في نجاح منتدى الاتصال الحكومي.
الفقرة الأخيرة: رفاق رحلة الشارقة الزملاء أحمد العنزي مدير مكتب “قناة دبي” في الكويت، وسعود العصفور ناشر صحيفة “سبر” الإلكترونية، ومشاري الحمد مقدم البرامج في “قناة اليوم”، ونعم الصحبة ونعم المعرفة.