أقلامهم

تركي العازمي: «عندك واسطة» تجد الرعاية الصحية.

وجع الحروف / وزير الصحة وسوء الإدارة…!
د. تركي العازمي
على هامش اللقاء المفتوح الذي عقده في مقر الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع المملكة المتحدة، ذكر وزير الصحة د. محمد الهيفي ان مستوى الخدمات الصحية في الكويت يفوق ما يقدم في مستشفيات المملكة المتحدة… والمشكلة التي تواجهها هي في الإدارة!
طيب… كلام طيب نسمعه من كل وزير صحة يتسلم الملف الصحي لوزارة متهالكة إداريا وعدم رضا الوزير الهيفي عن إدارة مرافق وزارة الصحة اعتراف منه لكن طريقة المعالجة لا تختلف عن معالجة وزراء الصحة السابقين… اجتماع مع قياديي الوزارة!
يا معالي الوزير… أنت تعلم إن أردت أن تبطل عجلة الإصلاح لأي قضية فما عليك إلا القيام بتسييسها… وأنت تعلم حفظك الله ورعاك أن حالات كثيرة حرجة تفارق الحياة قبل أن يصدر قرار بعلاجها في الخارج والسبب معلوم والحلول مجهولة!
ورغم أن الوزارة تزخر بالكفاءات الوطنية المتميزة الحاصلة على أعلى الشهادات في مختلف التخصصات على حد تعبير الوزير الهيفي، إلا انه أغفل جانبا مهما وهو أن تلك الكفاءات معظمها خارج نطاق الاختيار لسبب بسيط وهو «إنهم لا يملكون العصا السحرية (الواسطة)» وأعجب من بقاء البعض في مناصبهم إلى هذه الساعة!
إننا يا معالي الوزير نختلف معك ونوجه لك النصيحة التالية:
– ننصحك بمتابعة ما تنشره الصحف وقبل كل شيء: ماذا عن عقد جامعة ماكغيل؟ حاول الإجابة ومحاسبة كل قيادي ارتبط بالعقد؟
– وزارة الصحة تعاني من سوء إدارة ( ضياع ملفات المرضى، غياب الارشفة الإلكترونية، عدم توافر أشعة متخصصة بمواعيد قصيرة ناهيك عن سعة المستشفيات وعدم فتح المراكز الصحية 24 ساعة لتخفيف العبء عن المستشفيات… إلخ)… لك أن تتخيل مريضا يعاني من الألم ويمنح موعدا للأشعة بعد 3 أشهر: ما هو مصير هذا المريض!!!
– بقاء حالات حرجة تبحث عن علاج لها في الخارج ومن لا يملك الواسطة أو معرفة بوسائل الإعلام لا يجد الطريق للعلاج في الخارج!
– تعلم أن الكويت تتصدر الدول عالميا في أمراض السمنة ولا توجد مراكز على مستوى عال مقارنة بالدول الغربية!
– الوزارة تعاني من سوء إدارة والقضاء عليها يتطلب الاستعانة ببيوت استشارية من شأنها رفع مستوى الإدارة التشغيلية لمرافق وزارة الصحة!
– الوزارة بحاجة إلى انتفاضة إدارية تنصب الكفاءات المنسية!
– الوزارة بحاجة إلى توفير الملف الإلكتروني بحيث يستطيع الطبيب الاستشاري متابعة ملف المريض إلكترونيا!
– الوزارة بحاجة إلى ربط الوزارة إلكترونيا بمراكز استشارية عالمية مرموقة تستطيع حل «لغز» المرضى الباحثين عن التشخيص السليم!
ملف وزارة الصحة ملف شائك و«الواسطة» هي سيدة الموقف، فلا خدمات على المستوى ولا تشخيص صحيحا إلا ما ندر… ومختصر القول «عندك واسطة» تجد الرعاية الصحية والتشخيص للحالة المرضة وأعني الحالات الحرجة… وطبعا «لو خليت خربت»، فهناك كفاءات قلة تقوم بعملها على أكمل وجه لا سيما وأن مهنة الطب مهنة إنسانية قبل أي جانب آخر… والله المستعان!