أقلامهم

عالية شعيب: البعض يعتقد أنه ان لم يحتفل بقلة أدب وقلة ذوق واحترام لا يعتبر نفسه وطنيًا.

بوح صريح / أعياد ليست كالأعياد
د. عالية شعيب
من منا لم يشهد في احدى زياراته لبلد ما في عطلة أحد الأعياد أو الاحتفالات حيث المشاركة الجمالية والذوقية سواء باستعراض المركبات أو الناس لأفضل ماعندهم. أما عندنا فالأعياد تظهر أسوأ ماعندنا. فكل من لديه عقدة أو كبت أو نقص يأخذه للشارع. ويفجره أمام الناس، جاعلا من نفسه أضحوكة ومسببا الازعاج والضرر النفسي والبصري لمن حوله، وهذه السنة بجرعات زيادة خاصة بمشاركة نسائية واضحة. فبعض النساء الان يحملن المرشات ويرششن، ويظهرن من فتحات السيارات ويغنين ويتراقصن. وقال لي أحدهم أنه شاهد بعض الفتيات في لباس رجالي في سيارات الشباب وما خفي أعظم. 
كلما قلت إنني شاهدت كفاية بالعيد الوطني وعيد التحرير، يخبرني أحدهم أو يريني فيديو بما هو أبشع وأسوأ. فقد انتشر فيديو على النت لبعض الشباب في المسيرة يقفزون من سياراتهم ويتجهون لأحد الشباب ويضربونه ضربا مبرحا أمام الكاميرات، ثم يخلصه بعض المارة منهم. وفيديو اخر لشباب يتعرون حتى من الملابس الداخلية على مرأى من العائلات والنساء بلا حياء أو حرج. وآخر يفتح أبواب السيارات على النساء ويخيفهن، وغيرها أمثلة كثيرة. فالبعض يعتقد أنه ان لم يحتفل بقلة أدب وقلة ذوق واحترام لا يعتبر نفسه وطنيا. وهذه مأساة نعيشها عاما بعد عام حيث تعم الفوضى وغياب القانون والتعدي على الآخر على مرأى من الجميع وبحضور سيارات الشرطة. لماذا؟ لماذا أصبح البعض يتسم بالهمجية والبربرية الى هذا الحد. ولماذا صرنا نحن في أعيادنا الوطنية رمزا للفوضى لدرجة أن الكثير من سيارات الخليج تأتي لتشاركنا أعيادنا اما حبا في الكويت وهذا لا نقاش فيه، والبعض يأتي مشاركة في التسيب والفوضى وهذا واضح في بعض السلوكيات. 
نقول كفى. لقد أحرجتم أنفسكم وأحرجتم بلدكم. وصار الكثيرون وأنا منهم نرى أن عامل النظافة الذي ينظف أوساخكم في اليوم التالي هو أكثر وطنية منكم. كفى، فهذه لم تعد أعيادا، بل أصبحت ساحات للفوضى ولقلة الأدب وللغرق في المياه الوسخة والسلوكيات الوسخة المصاحبة لها. نحتاج وقفة حازمة من رجال القانون وصلاحيات أكبر للشرطة للحد من هذه التصرفات، والتواجد بكثافة أكثر بين الجموع والتدخل حين يرون سلوكيات خارجة عن الذوق والتقاليد. فهؤلاء لا يستحقون الحرية لأنهم ببساطة لا يعرفون كيف يديرونها، فهي تقودهم لا هم يقودونها.