أقلامهم

أحمد العازمي: عدم اهتمامنا بالطاقة المتجددة مقابل اهتمام الدول التي نصدر لها نفطنا سيجعلها تستغني عنّا في المستقبل.

أين نحن من مشاريع الطاقة المتجددة؟! 
كتب المقال: أحمد الفقم العازمي
يعتبر النفط المصدر الرئيسي للدخل في الكويت، فهو يشكل ما نسبته 97 في المئة من إيرادات الدولة، إلا أن استمرار اعتماد الكويت على الواردات النفطية كمصدر وحيد للدخل هو أمر حذر منه ومازال يحذر منه المختصون في المجال النفطي، وذلك لأن التوجه العالمي الحالي والمستقبلي هو الاعتماد على مصادر للطاقة تكون بديلة عن النفط، خصوصاً مع الارتفاع المطرد لأسعار النفط سنوياً، والذي يشكل معه عبئاً مالياً ضخماً على ميزانيات الدول التي تعتمد على استيراد النفط.
لهذا فقد بدأت كثير من الدول الكبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان والصين وغيرها من الدول بإنتاج الطاقة من المصادر المتجددة كالشمس والرياح والمياه، وهو ما يعرف بالطاقة المتجددة، وقد قطعت تلك الدول أشواطاً كبيرة في إنتاج كميات هائلة من الطاقة التي تحتاج إليها من تلك المصادر المتجددة.
فبريطانيا على سبيل المثال لا الحصر استطاعت أن تنتج في العام الماضي أكثر من (واحد غيغاوات) (1 GWT) من الطاقة من خلال الخلايا الشمسية فقط، وهو مقدار هائل بالنسبة لدولة لا تشرق فيها الشمس كثيراً طوال العام، فضلا عن كميات الطاقة الأخرى التي أنتجتها أيضاً من الرياح والمياه. كما أن لهذه الدول أهدافاً مستقبلية تهدف إلى إنتاج كميات أكبر من الطاقة المتجددة بحيث تكون كافية لسد حاجاتها من الطاقة اليومية.
ولو عكسنا هذا التوجه العالمي على الكويت سنجد أنه من الضروري جداً أن تبدأ بالاهتمام بالطاقة المتجددة، خصوصاً الطاقة الشمسية باعتبارها أنسب أنواع الطاقات المتجددة لبيئة الكويت، أسوة بما هو حاصل في دولة الإمارات، وقطر، والمملكة العربية السعودية التي أعلنت قبل أيام مشروعا هو الأكبر خليجياً لإنتاج الطاقة الشمسية.
إن عدم اهتمامنا بالطاقة المتجددة مقابل اهتمام الدول التي نصدر لها نفطنا بمجال الطاقة المتجددة سيجعل تلك الدول تستغني في المستقبل عن نسبة كبيرة من نفطنا، نظراً لاكتفائها من الطاقة المتجددة، وهو ما سيؤثر بالطبع على اقتصادنا وواقعنا المعيشي.