أقلامهم

نادية القناعي: لا نقتل وقتنا بأشياء لا تسمن ولا تغني من جوع، فالعلم النافع ينتشلنا من وحل الفساد.

شيخوخة في العشرين
كتب المقال: د. نادية القناعي
درة ثمينة أضعناها في أعماق بحور ملذات الحياة، منارة تشرق بها عقولنا انطفأت تحت وطأة الانكفاء عن طريقها… هذه المنارة أو الدرة التي أعنيها هي العلم الذي يتمحور بشكل أساسي في القراءة، لقد كانت الدول الإسلامية سباقة في العلم، فنحن أمة اقرأ، لكن اليوم ما علاقتنا بالعلم؟
الكثير قد هجروا العلم وأصبحت القراءة مصطلحاً غير متداول لديهم، فنسبة الأمية اليوم في الوطن العربي لا يستهان بها
على الرغم من معاصرتنا لخضم التكنولوجيا والتطور السريع، فالعلم ليس هواية، إنما هو فريضة ومن ضروريات الحياة.
فما ولدت الحضارة الإسلامية إلا من رحم التسلح بالعلم، والدول العظمى ما آلت إلى هذا التقدم الهائل إلا من خلال البحث العلمي المستمر، ناهيك عن اقتصادها الذي يعتمد على الصناعة، فابتعادنا عن العلم والتعلم يجعلنا في مهب الريح، ولكن تشبثنا به سيزيد من أرصدة نجاحاتنا.
فلا نقتل وقتنا بأشياء لا تسمن ولا تغني من جوع، فالعلم النافع ينتشلنا من وحل الفساد ويأخذ بأيدينا إلى الصلاح، فالوقت ليس متأخراً للسير باتجاه العلم النافع والتزود به لينفعنا في الدنيا والآخرة.
هناك مقولة تعجبني لهنري فورد مؤسس شركة فورد للسيارات حيث يقول إن أي شخص يتوقف عن التعلم هو عجوز سواء كان في العشرين أو الثمانين.
والجدير بالذكر أن اليونسكو خصصت يوماً عالمياً لمحو الأمية الذي يصادف 8 سبتمبر لإيمانها القوي أن العلم هو المرشد الحقيقي للرقي، أما آن الوقت إذن لنخصص وقتا للقراءة؟