أقلامهم

ذعار الرشيدي: 9 أشهر والحكومة «ما جابت ولد»، لأن وعودها عقيمة، لا تنجب، والسبب منها وفيها.

حكومة «ما جابت ولد»
بقلم: ذعار الرشيدي
لم يعد الشعب يثق بأي وعد حكومي، والحكومة عليها أولا أن تعيد تلك الثقة المفقودة بينها وبين المواطنين الذين طالما تفننت في خذلانهم، فكل مشروع وعدتهم به لم يتم تنفيذه، بل ان كل وعد قطعته على نفسها أمامنا لم تف به، لذا تكونت صورة عدم الثقة بها وبشكل واضح وجلي.
الحكومة الآن، أي حكومة، أي وزير، أي وكيل، أي مسؤول حكومي من أي مستوى، لو قام بالقسم على المصحف صباحا ومساء فلن يصدقه احد، فالصورة الحاضرة أمام الجميع ان كل الوعود الحكومية «فالصو».
الحكومة الآن عليها ان تتجه إلى التنفيذ الحي قبل قطع الوعود، وعليها ان تشعر الناس بجديتها في العمل، وتنفيذ العالق من المشاريع، والآن فرصتها الذهبية لتحسين صورتها، بالمجلس الحالي «طيب وحبوب… وما يقول شي»، والميزانيات بيديها، ولا توجد معارضة حقيقية يمكن ان تعطل عملها كما كانت تزعم، لذا عليها ان تبدأ بالتنفيذ فورا، لا يوجد هناك من يمكن ان يقف في طريقها، لتبدأ ببناء المستشفيات فورا في المحافظات، ولتبدأ بتأثيث كليات التعليم التطبيقي في العارضية، ولتبدأ ببناء جامعة الشدادية فعليا وليس على الورق، ولتبدأ بإطلاق الشركات الحكومية الكبرى التي تعود مساهماتها للمواطنين، ولتنفذ مشاريع المحطات، فلا يوجد هناك ما يوقفها عن تنفيذ تلك المشاريع في عام واحد، فلا ملاحقة ولا رقابة، والميزانيات كلها بأيديهم، ويمكن ان يطلبوا زيادات في الميزانية كما يشاؤون، وان يغيروا قانون المناقصات وقوانين الدورات المستندية، وكلها في أقل من أسبوع، فما هو عذر الحكومة لعدم التنفيذ والشروع في تطبيق خطة التنمية، لا يوجد عذر، فكل شيء في جيبها اليمين وما تبقى في جيبها اليسار.
ما الذي يوقف الحكومة عن المضي قدما للتنفيذ وتحسين صورتها بل وتحسين صورة البلد والنهوض به؟
الإجابة أسهل مما تتخيلون، الحكومة مشكلتها منها وفيها، من داخلها، لا معارضة الأغلبية كانت سببا في تعطل عجلة التنمية، ولا الاستجوابات، ولا الصراعات السياسية التي كان مسرحها مجلس الأمة، بل الصراع الحكومي ـ الحكومي، الصراع بين أطراف من داخل الحكومة وأطراف نافذة من خارجها، فالأغلبية خرجت من المشهد السياسي تشريعيا، وتركت الجمل بما حمل، وما زالت التنمية معطلة تماما، إذن «الشعبي» و«حدس» و«نهج» وكتلة الأغلبية أبرياء من تهمة التعطيل والتأزيم، والمشكلة حكومية ـ حكومية بامتياز.
منذ اكثر من 9 أشهر والأغلبية المعارضة خارج المشهد السياسي، فلِمَ لم تنفذ الحكومة ما كانت ترمي بتهمة تعطيله على المعارضة؟
9 أشهر والحكومة «ما جابت ولد»، لأن وعودها عقيمة، لا تنجب، والسبب منها وفيها، والآن ومع المجلس الحالي «الطيب الحبوب الزين» لم تستطع أن تنجز شيئا يذكر، ولن تنجز فالمشكلة كلها كما قلت منها وفيها.
المشكلة هي الصراع الداخلي في الحكومة، ذلك الصراع «اللامتناهي واللامنتهي»، هو سبب كل مشكلاتنا السياسية، وأبدا لم تكن المعارضة سببا في تعطل التنمية ولا الاستجوابات ولا الرقابة البرلمانية وهذه الأشهر التسعة خير دليل أمامكم.