أقلامهم

بدر البحر: “البراك” و”المسلم” قد أدّوا عنّا فرض عين في محاربة الفساد، سيشكرهم عليه أحفاد من يتبجحون بانتقادهما.

زاوية حادة 
.. وسجن البراك عام 1938
الاسم: بدر خالد البحر
? بمناسبة الحكم بالسجن على مسلم البراك، نتذكر محمد البراك، الذي سجن عام 1938 بتهمة التهجم على السلطة.. يبقى اسم العائلة وطنياً.
اعتقد أننا جميعا كنا نتابع الاخبار عن الانفجار الذي حدث في ماراثون بوسطن، وكنا نحبس انفاسنا عند رأس كل ساعة يتم فيها اعلان موجز الاخبار، داعين الله الا تكون «القاعدة» أو أحد من العرب، حتى اعلن الخبر أنهم ليسوا عربا، فتنفسنا الصعداء، ولكن المتتبع لوسائل الاعلام الاجنبية مثل «سي أن أن»، يجد كيف تحاول وسائل الاعلام الغربية ربط المتهمين الروس من الشيشان وقرغيزيا بالعرب، حتى فرحوا باكتشاف أنهم تربوا مع مسلمين، وهو ما يذكرنا بالنكتة المصرية حين زلق أحد المارة بسوق الخضار بقشرة موز، وهو مسيحي، فقال هناك من رمى قشرة الموز تحت رجلي، فقالوا راعي محل الموز اسمه عبدالمسيح، واللي أكل الموزة اسمه مرقص، ورجل النظافة اسمه لويس، ولكن السواق اللي كان شايل الكرتون اللي فيه الموز اللي وصلوا للمحل اسمه محمد، فقال: «أيوا هوا دا السبب»!
***
مسلم البراك وبعض رفاقه في تجمع الاغلبية نخص منهم د. فيصل المسلم قد أدّوا عنا فرض عين في محاربة الفساد، فرضا سيشكرهم عليه أحفاد من يتبجحون بانتقادهما وانتقاد الاغلبية من أعضاء المجلس المبطل.
لقد ذكر، رحمه الله، سكرتير المجلس التشريعي، خالد يوسف العدساني في مذكراته التاريخية الرائعة شخصية وطنية شابة وحماسية، وهنا ننقل حرفيا ما جاء بالمذكرات، مع بعض الحذف، وذلك عن حقبة الثلاثينات، يقول العدساني: «وبدأت السلطات في الكويت تتهيأ للقضاء على الحركة الوطنية والانتقام من الشباب المتحمس، لا سيما الشاب (محمد البراك)، خاصة انه كان يسرف بالتهجم على السلطة في الشوارع والدواوين بالفاظ جارحة»، ثم يسترسل العدساني ويقول إنه بعد أن أضرب سواق سيارات الاجرة عن العمل، انتهزت السلطة الفرصة للقبض على البراك بدعوى تحريضهم، علما بأنه ليس له علاقة بهذا الامر بتاتا، ويقول العدساني «وفي ضحى اليوم نفسه جيء بالشاب محمد البراك الذي لا علاقة له بالسيارات متهما بالتحريض على الاضراب، فضرب ضربا مبرحا للغاية، وعزر ثلاثة ايام متتالية تعزيرا شديدا، وأخذوا يطوفون به في الاسواق والحراس من خلفه يقودونه الى السجن. ثم تحدث عن انزعاج الحكومة البريطانية مما تعرض له البراك، وكذلك بعض الوطنيين، فقال العدساني «لقد بلغ الحكومة البريطانية أمر التعزير الذي عزر به محمد البراك من قبل السلطات، ولذلك فهي ترجو من سمو الشيخ عدم تكرار مثل هذا العمل».
نتوقف هنا ونترك التحليل للقارئ، فالقانون قد لا يتيح لنا الاسترسال بالتحليل خوفا من سوء التأويل، ولكن يبدو أن عائلة البراك، وإن كنا لا ندري إن كانت هناك صلة قرابة أو أنه تشابه أسماء، ولكن اسم هذه العائلة يبقى وطنيا، فها قد سجن شخص اسم عائلته البراك عام 1938.
***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.