أقلامهم

تركي العازمي: بدأ التخلف السياسي في العام 1985.. حين لونوا لنا الأحداث ومررنا عبر وقائع مؤلمة انتهت بالغزو العراقي.

وجع الحروف / خطورة «الاستعباط» الأمني…!
تركي العازمي
نعلم بأنه لا توجد «مصداقية» في المعترك السياسي لأن مجال العمل فيه يتطلب «تلوين» الأحداث وبالتالي يستطيع البعض معرفة «مصداقية» رجل السياسة من سلوكياته ومتابعته من كل الزوايا!
بدأ التخلف السياسي في العام 1985… حين لونوا لنا الأحداث ومررنا عبر وقائع مؤلمة انتهت بالغزو العراقي وظهور ثقافة سياسية جديدة عبر جيل متعلم قلة منهم فقدوا جانب التربية أثناء مراحل التعليم المختلفة!
هذه القلة «الحفنة» فقدت المبادئ والقيم التي ورثناها من جيل الأمس وتركت لها الساحة حتى انقسم النسيج الاجتماعي وأصبح «البيت» الواحد يضم معارضاً وموالياً وهم أبناء رجل واحد لكن «الصاحب ساحب»!
والغريب أن البعض يعتقد أن من حوله أغبياء وهو الذكي فتلقاه يبطش ويقول «ما سويت شيء»… «يكذب ويصدق كذبته» ولا يجد من يردعه والنموذج الأخطر هو نوع من أحبتنا البشر ممن يعتقدون بأن «الاستعباط» وسيلة لإقناع الغير بأنهم لا يعلمون وهم يفهمون ويدركون بأن ما يبدر منهم خطأ…. لكن «قال من نهاك قال من أمرني» وغياب العقلاء الحكماء رفع من مكانة «المستعبطين» قياديا!
كل أنواع «الاستعباط» مقبولة سياسيا واجتماعيا إلى حد ما وقد تتصور «حفنة» انه أسلوب ناجح وعليه تبنى القرارات على هيئة غير مقبولة لدى السواد الأعظم… ومن الطبيعي أن تجد الغالبية في ظل هذه الظروف بعيدة عن محيط أصحاب القرار!
الكارثة تقع عندما يمتد موج «المستعبطين» ليصل إلى الجانب الأمني حينئذ يحق لنا أن نشهر «الكرت الأحمر»، فكل المقاييس تسقط عواملها نظريا وعمليا فالأمن أساس استقرار أي مجتمع ومؤسساته كذلك!
الشاهد أنهم يتحدثون عن تطبيق القانون بكل أريحية وتشعر من حديثهم أن «الوضع تمام» لكن في المقابل تتابع ما يثار عن إساءات البعض الجسيمة وتجاوزات آخرين ولا نرى خيطاً رفيعاً يربطها بعبارة تطبيق القانون!
هذه خطورة «الاستعباط الأمني»…!
والغريب أيضا انهم يرمون عليك من جهة الشباك قانون «الإعلام الموحد»…. «يا سلام عليكم» ويتركون باب الدستور مغلقاً متى ما دفعتهم أنفسهم إلى توجه غير دستوري!
الحقوق التي يطالب بها السواد الأعظم هي حقوق منتهكة من قبل البعض على حد تعبير بعض النشطاء السياسيين وإن حاولت من باب التهدئة أن «تستعبط» و«تتغابى» تجد الانتهاكات ماثلة أمامك ولا مفر لك!
خلاصة القول… نريد أن يحترم بعضنا بعضاً من خلال تطبيق القانون على الجميع ولنترك سياسة «الاستعباط» لأن وعي السواد الأعظم قد ارتفع بشكل مخيف حتى «الشياب» فهموا ما يحاك بالخفاء ويكفي ما خلفته السنوات القليلة الماضية من أحداث رأفة بالبلد والعباد… والله المستعان!