أقلامهم

صلاح الفضلي: كل ما يحدث مجرد «سرايات» تسبق حكم المحكمة الدستورية، وسنشهد الكثير من «الأرقوصات».

شقشقة 
هيك مجلس بدو هيك حكومة 
صلاح الفضلي
ما حدث خلال اليومين الماضيين، من انتهاء الهدنة بين المجلس والحكومة بشكل مفاجئ، من خلال إعلان رئيس المجلس علي الراشد انتهاء المهلة المعطاة للحكومة، وكأنه أعطى الضوء الأخضر للنواب لبدء حملة الاستجوابات، التي انطلقت باستجوابين لوزير الداخلية ووزير النفط، ثم ما تبعه من اجتماع عاجل للحكومة، ووضع الوزراء استقالاتهم بتصرف رئيس الحكومة، وكأنهم «حطب دامة»، لا يهشون ولا ينشون، كما هي حال الوزراء في الحكومات السابقة، وبعد ذلك عدم حضور الحكومة لجلسة المجلس أمس.. كل ذلك يدلل على الواقع المضحك المبكي لأوضاعنا السياسية.
تقديم الحكومة لاستقالتها بمجرد تقديم استجواب لوزير يمثل قمة الاستخفاف بالمجلس، وكأن الحكومة تعد المجلس ابنا غير شرعي تخجل من التعامل معه.. وفي المقابل، يريد المجلس أن يخرج من «جلباب الحكومة» ويثبت أنه «يشمخ».
 على الأقل هذا هو الشكل الظاهري للمشهد، أما التدبر في تسارع المواقف وقرب طلاق الحكومة والمجلس، فيفضي إلى استنتاج مفاده أن هناك حدثا ما حصل خلف الكواليس دفع بالأمور بوتيرة متسارعة بهذا الاتجاه، وكأن مخرج المسرحية أوحى للممثلين بأداء هذه الدور، لكي تظهر المسرحية بصورة مشوقة. شخصيا، أعتقد بأن كل ما حدث، مجرد إرهاصات واستباق لحكم المحكمة الدستورية الذي سيصدر بعد شهر من الآن، وهو الذي سوف يحدد اتجاه بوصلة المشهد السياسي ككل، ويبدو أن بعض الأطراف الفاعلة أصبح لديها علم بفحوى حكم المحكمة الدستورية.. لذلك، فهي ترتب الأمور وتهندسها، واللاعبون الكبار في المشهد القادم كثر، فهناك تحالف جابر المبارك- محمد الصقر، وهناك علي الراشد وتحالفاته، وهناك ناصر المحمد ومن يدور في فلكه، وهو الذي يتحين الفرصة المناسبة للعودة بقوة، ومن بعيد يتربص نواب المعارضة المبطلة.
 أما النواب الحاليون، فالعديد منهم مجرد عرائس يحركهم هذا الطرف أو ذاك من خلف الكواليس، وقسم من النواب مثل «الأطرش بالزفة» مو عارفين ما الذي يجري من حولهم، وقسم ثالث محتار في التعامل مع هذه الكوميديا السوداء.
خلاصة الأمر، أن كل ما يحدث هذه الأيام مجرد «سرايات» تسبق حكم المحكمة الدستورية، وفي هذه المرحلة سوف نشهد الكثير من «الأرقوصات والفهلوات» واستعراض العضلات في عرض فكاهي متواصل لا يملك من يتابعه سوى القول «شر البلية ما يضحك».