أقلامهم

ذعار الرشيدي: نعم لفوضى تحت نور الشمس… ولا نظام تحت جنح الظلام… واضح يا مدعي الصحافة؟

كشف الذمة.. للصحافيين
بقلم: ذعار الرشيدي
للأسف ان بعض الداعين إلى سن تشريعات جديدة تحد من حرية الإعلام أو «تنظمه» كما يدعون لم يقرأ أي منهم مواد قانون الإعلام الموحد الذي تم تجميده.
أحد الساسة اعترض على هجومي على القانون ومسودته، وقال لي: «ليش تخافون من القانون؟» ثم أضاف لا فض فوه «القانون وجد لينظم الأمور ولكنكم قوم تعشقون الفوضى… من يرفض القوانين المنظمة هو شخص يسعى لنشر الفوضى.. وبالتالي هو شخص يريد الإخلال بالنظام العام للبلد وهذا يعني السعي لإسقاط النظام»، بعد أن انتهى السياسي المخضرم من حديثه الذي وجهه لي بعتب شديد وختمه بأن «لبسني» تهمة أمن دولة، سألته: «هل تعرف المادة 108 من قانون الإعلام التي تنص على أن كل صحافي مطالب بأن يقدم كشف ذمة مالية لوزارة الداخلية كل عام؟ هل ترضى بهذا الأمر؟»، هنا ابتسم ابتسامة عريضة «انتصارية» وقال: «هذا القانون ينظم كل شيء والا تبون تصيرون على كيفكم يالصحافيين؟».
لم أشأ أن أحرج سعادة معالي جناب حضرته ولم أشأ أن أكسر لمعة ابتسامته «الانتصارية»، ولكن لا توجد مادة تحمل الرقم 108 في مسودة قانون الإعلام الموحد، ومسودة القانون «المجمد حاليا» مكونة من 65 مادة فقط.
وللأسف ان كثيرا ممن أيد القانون وظهر في الإعلام يطنطن دفاعا عن حضرة جناب الحكومة ومشروعها لم يقرأه ولم يطلع عليه، وما استغربته هو وجود «إعلاميين» يؤيدون القانون، أعرف أن بعض الإعلاميين يؤيدون الحكومة ويوالونها وينامون في أحضان مكاتب مسؤوليها ليل نهار، ولكن ما لا أفهمه هو كيف تدعي أنك كاتب أو صحافي أو إعلامي بغض النظر عن تسميتك التي تحملها «بالخطأ» وتؤيد مشروعا يكمم فمك وفم أولادك وأولاد أولادك حتى سابع حفيد؟
توضيح الواضح: نعم لفوضى تحت نور الشمس… ولا نظام تحت جنح الظلام… واضح يا مدعي الصحافة أنت وياه؟