منوعات

صغار السن “يفضلون” القراءة على شاشات الأجهزة الإلكترونية

أظهر استطلاع رأي أجري في بريطانيا أن صغار السن يفضلون حاليا القراءة على شاشات الكمبيوتر أكثر من القراءة في كتاب مطبوع أو مجلة.
وعكف الصندوق الوطني للمعرفة في بريطانيا على دراسة ما يقرب من 35 ألفا من الصغار ممن تتراوح أعمارهم بين الثامنة والسادسة عشرة.
وتظهر نتائج تلك الدراسة أن صغار السن مهتمون بشكل أكبر بالوسائل التثقيفية التي تعتمد على العرض على الشاشات.
كما تشير الدراسة أيضا إلى أنه – فضلا عن تصفح شبكات التواصل الاجتماعي، ومواقع التصفح الإلكتروني، – فإن ما يقرب من الثلث من صغار السن يلجؤون إلى قراءة الروايات من نسخها الموجودة على الشبكات الإلكترونية.
زيادة الهواتف المحمولة
وترى الدراسة أيضا أن الارتفاع في معدلات استخدام الهواتف المحمولة، والحواسيب، والحواسيب اللوحية، يحمل إشارة إلى أن القراءة أصبحت حاليا نشاطا يتم عبر الشاشات أكثر من الصفحات المطبوعة.
ومن بين من أجريت عليهم الإحصائية الخاصة بالدراسة، فضّل 52 في المئة القراءة على الشاشة، بينما لا يزال 32 في المئة يفضلون القراءة في الكتب الكتب المطبوعة.
أما الباقون فلم يكن لديهم رأي محدد، أو أعربوا عن عدم حبهم للقراءة.
ووجد الباحثون في هذه الدراسة أن 39 في المئة من صغار السن يمارسون القراءة يوميا على الشاشات وأجهزة الحاسوب، وذلك مقارنة بـ 28 في المئة ممن يقرؤون يوميا في كتب مطبوعة.
وتمثل التكنولوجيا شيئا أساسيا في حياة أولئك الصغار، إذ قال 97 في المئة منهم إن منازلهم تحوي أجهزة حاسوب متصلة بشبكة الإنترنت، بينما قال 77 في المئة منهم إن لديهم أجهزة حاسوب خاصة بهم.
الروايات
وعلى الرغم من أن الغالبية يتجهون في قراءاتهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فإن هناك علامات تشير إلى التوجه نحو الشاشة في أنواع القراءات الأخرى، كقراءة الروايات والأخبار والمعلومات العامة.
فقد أظهرت الدراسة أن ما يقرب من ثلث من شاركوا في الدراسة يقرؤون الروايات على الشاشات، وتستخدم نسبة كبيرة منهم الحواسيب اللوحية، وأجهزة القراءة الإلكترونية، بينما يقرأ ما يقرب من 23 في المئة من أولئك الصغار الروايات على الهواتف الذكية المحمولة الخاصة بهم.
إلا أنه لا يوجد بعدُ تحولٌ كامل في قراءة الروايات على الشاشات، وخاصة أن هناك 53 في المئة لا يزالون يقرؤون الروايات في الكتب المطبوعة.
وأظهرت الدراسة ميل البنات بشكل أكبر إلى القراءة في الكتب المطبوعة أكثر من الأولاد، بينما تتساوى معدلات القراءة على الشاشات لدى الجنسين.
وأضافت الدراسة أن معدلات القراءة لدى الأطفال، ممن يقرؤون في كتب مطبوعة ويستخدمون أجهزة الحاسوب، يمكن أن تكون أعلى من معدلاتها بين أولئك الذين يقرؤون على شاشات أجهزة الكمبيوتر مباشرة، وذلك على الرغم من أن ذلك الفارق لم يكن موجودا لدى الأطفال ممن يستخدمون الحواسيب اللوحية أو أجهزة القراءة الإلكترونية.
وبينما ظهر ذلك بشكل أكثر وضوحا في معدلات قراءة الصحف المطبوعة، فقد انخفضت تلك المعدلات من 46 في المئة عام 2005 إلى 31 في المئة في هذه الدراسة.
وفي المقابل، فإن هناك ما يقرب من 41 في المئة من صغار السن ممن يقرؤون الأخبار على المواقع الإلكترونية.
وقال جوناثان دوغلاس، رئيس الصندوق الوطني للمعرفة في بريطانيا إن الدراسة “تؤكد أن التكنولوجيا تلعب دورا محوريا في تنمية معرفة الصغار والطريقة التي يختارونها للقراءة”.
وأضاف: “على الرغم من أننا نرحب بهذا التأثير الإيجابي للتكنولوجيا من إيجاد فرص جديدة للقراءة أمام الصغار، فإننا نرى أنه من المهم ألا تهمل القراءة في الكتب المطبوعة أيضا”.