أقلامهم

محمد الدوسري: في الكويت.. الجرائم الكبيرة بلا مجرم.

جريمة بلا مجرم
محمد مساعد الدوسري
-1
 دفعت الكويت غرامة بمبلغ مليارين ومئتين مليون دولار، ليذهب هذا المبلغ هباء منثورا لصالح شركة أميركية لم تتكبد عناء أو تقدم خدمة للحصول على هذا المبلغ، وتتناثر الاتهامات هنا وهناك بلا إجراء حقيقي يكشف ما جرى، أو من هو المسؤول الحقيقي عن هذه الخسارة الفادحة التي لو قسمت على الكويتيين لكان نصيب الفرد الكويتي من دفع الغرامة 650 دينارا كويتيا.
للأسف أن العادة جرت لدينا في الكويت على أن تكون مثل هذه الجرائم الكبيرة بلا مجرم، ولا يكون هناك مسؤول عنها رغم معرفة الجميع لمن هو المسؤول، وهو أمر يعطي المجال لجرائم وفضائح مستقبلية تتعدى في فداحتها ما جرى من جرائم سابقة نجا خلالها المسؤول بسهولة ويسر.
أن ترتكب مخالفة سير وتركن سيارتك في مكان ممنوع الوقوف فيه، فإن غرامة هذه المخالفة 5 دنانير ستدفعها صاغرا شئت أم أبيت، لكن أن تكون مسؤولا عن دفع الدولة لمبلغ 2 مليارين ومئتي مليون دولار، فالدولة بكل أجهزتها الأمنية والقضائية ستقف عاجزة أمامك ولن تستدل على خيوط الجريمة أو المستندات التي تدينك، هكذا بكل بساطة.
عزيزي المواطن، عليك بالمثل العربي الشهير “إن سرقت اسرق جملا” لأن جمال الصفقات المليارية لا يمكن مشاهدتها، بينما إن سرقت نملة، فإن الدولة لن تعدم الوسيلة في الوصول إليك وتغريمك أو حبسك نتيجة فداحة الفعل الذي ارتكبته بسرقتك لهذه النملة، واتركوا الصفقات المليارية، فنحن دولة مسلمة، والحكومة تؤمن بالعقاب الرباني فقط.