عربي وعالمي

مجلس العلاقات الأمريكي: إيران تسعى لتعزيز نفوذها عبر مصر

قال مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إن إيران تسعى لتعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط عبر مصر، بعد أن فقدت أرضا في سوريا ولبنان وقطاع غزة.
وأوضح المجلس في تقرير كتبه ستيفن كوك من معهد حسيب صباغ، والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن السنوات القليلة الماضية شهدت إشارات عديدة على اتجاه القاهرة وطهران لإحداث تغيير في طبيعة العلاقات بين البلدين.
وأضاف المجلس أن من ضمن تلك الإشارات مرور السفن الحربية الإيرانية من قناة السويس، وفتح مناقشات بين صناع القرار في البلدين بشأن تطبيع العلاقات، مشيرا إلى زيارة الرئيس محمد مرسي لطهران في أغسطس 2012، لحضور قمة دول عدم الانحياز، وزيارة نظيره الإيراني أحمدي نجاد للقاهرة في فبراير الماضي لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي.
كما أشار المجلس إلى الجدل الدائر حاليا بين الإخوان المسلمين والسلفيين ممثلين في حزب النور، الذي تراوده مخاوف من السماح بعودة السياحة الإيرانية، فالإخوان مع عودتها بينما السلفين يخشون المد الشيعي ويعارضون بشدة مجيء السياح الإيرانيين مصر.
وأوضح المجلس أن هناك محاولات وخطوات رمزية كبيرة، معظمها يشرح، على الأقل من الناحية المصرية ، الحاجة الداخلية للرئيس مرسي والإخوان أن يثبتوا استقلالية سياستهم الخارجية، مضيفة أن طهران من المرجح أنها مهتمة بأكثر مما هو رمزي في علاقتها مع القاهرة.
ورجح مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي أن تكون الارتباط الاستراتيجي المصري الإيراني يبدوا تنافسيا أكثر منه تعاونيا، ملفتا إلى وضع مصر تاريخيا وجغرافيا في العالم العربي وكونها دولة سنية تستند إلى حضارة تمتد للوراء آلاف السنين، ولديها جيش قوي، وتعد مركزا للثقافة والمعرفة حتى أنها توصف بـ”أم الدنيا”.
”ايران أيضا دولة كبيرة، وذات أغلبية شيعية، وتستند هي الأخرى على حضارة (فارسية) عظيمة، وسياستها الخارجية مبنية على ضمان أن تكون طهران قائد المنطقة”.
ولفت المجلس الأمريكي إلى أن العلاقة بين المصريين والإيرانيين تبدو على غير ما يرام، فالرئيس مرسي عندما زار طهران انتقد مساندة مضيفيه لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأيضا أحمدي نجاد عندما زار القاهرة اعتدي عليه بالأحذية.
وذكر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أن كل هذه الأسباب، من التنافس وعدم الثقة، يجب أن يصنع روابط بين القاهرة وطهران، إلا أنه في الوقت الحاضر، تبدو الظروف غير موائمة لجعل هذه 
العلاقات أقل تنافسية وربما أكثر تعاونية.